حول اللقاء التشاوري مع الهيئات السياسية والنقابية والمدنية لدعم نضالات الأساتذة المتدربين

إبراهيم براوي:

في إطار دعم نضالات التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، دعت التنسيقية المحلية بالدار البيضاء إلى لقاء تشاوري بالمقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء يوم الثلاثاء 02 فبراير 2016، ضم الهيئات النقابية ذات التمثيلية (UMT – FDT – CDT – UGTM) والهيئات السياسية (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأصالة والمعاصرة، الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، المؤتمر الوطني الاتحادي) بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها جمعية “أطاك”، وقد مثل النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل الأخوان سعيد مفتاحي بصفته كاتبا جهويا ومحمد لشقر بصفته كاتبا للاتحاد الجهوي الفيدرالي.

الهدف الأساسي من اللقاء تأسيس اللجنة المحلية من مختلف الهيئات السياسية والنقابية والمدنية الداعمة لنضالات الأساتذة المتدربين في أفق إسقاط المرسومين المشؤومين: (مرسوم رقم 2.15.588 بتغيير المرسوم رقم 2.02.854 الصادر في 8 ذي الحجة 1423 (10 فبراير 2003) في شأن النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية، ومرسوم رقم 2.15.589 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.11.672 الصادر في 27 من محرم 1433 (23 دجنبر2011) في شأن إحداث وتنظيم المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين).

(مرسوم فصل التكوين عن التوظيف، ومرسوم تخفيظ المنحة إلى 1200.00 درهما).

استهل اللقاء بعرض شريط فيديو يبرز أهم المحطات النضالية التي خاضتها التنسيقية الوطنية لإسقاط المرسومين وكذا التضحيات الجسام التي قدمها الأساتذة المتدربون خاصة يوم الخميس الأسود لتحقيق مطالبهم العادلة ناهيك عن فحوى اللقاءات مع والي جهة الرباط سلا القنيطرة، والنتائج المترتبة عنها.

بعد ذلك تناولت مختلف الهيئات السياسية والنقابية والمدنية الكلمة وعبرت عن تضامنها المبدئي واللامشروط مع النضالات المشروعة للأساتذة المتدربين واستعدادها للمساهمة في مختلف المبادرات النضالية المقترحة في التنسيقية الوطنية.

ألقى كلمة النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) الأخ سعيد مفتاحي الكاتب الجهوي لجهة الدار البيضاء سطات التي ركز فيها على التضامن المدئي واللامشروط مع النضالات والتضحيات الجسام للأساتذة المتدربين دفاعا عن المدرسة العمومية وحقوق ومكتسبات الشغيلة التعليمية، مؤكدا أن هذا العرس النضالي وهذه اللحظة المفصلية جاءت نتيجة عدالة قضيتهم، في مقابل تهافت المنطق الحكومي، بالإضافة إلى حضارية وسلمية مبادراتهم النضالية مقابل رعونة الحكومة وهمجيتها والتي تجلت بشكل واضح لاغبار عليه في يوم الخميس الأسود حيث أشبعت آلة القمع الحاقدة الأساتذة المتدربين ضربا وركلا وسحلا …

كما أكد الأخ سعيد مفتاحي في كلمته أن الحكومة أقدمت على مناورة سياسية جديدة تمثلت في توظيف 7.000 أستاذ متدرب في شهر غشت 2016 والباقي خلال شهر يناير 2017 بدعوى استحالة خلق مناصب مالية جديدة. مشددا على تشبت النقابة الوطنية للتعليم أثناء المفاوضات مع الطرف الحكومي بتوظيف 10.000 أستذ متدرب دفعة واحدة من خلال تعويض نساء ورجال التعليم المحالين على التقاعد هذه السنة، مع العلم أن القطاع يعرف خصاصا مهولا يصل إلى 24.000 إطار تربوي على اعتبار أن التربية والتكوين أولوية ثانية بعد القضية الوطنية ورافعة أساسية للتنمية المجتمعية الشاملة، مما يؤكد عدم صدقية الحكومة في إصلاح المنظومة التربوية، ناهيكم عن تراجع هذه الأخيرة عن الاتفاقات السابقة، مذكرا في هذا الصدد على سبيل المثال لا الحصر: اتفاق 26 أبريل 2011، محضر 20يوليوز 2011، تمديد العمل إلى نهاية السنة الدراسية بالنسبة للمحالين على التقاعد، حرمان الأطر التعليمية من متابعة دراستهم الجامعية، الاقتطاع من أجور المضربين بدون سند قانوني وضدا على المواثيق الدولية التي تكفل الحقوق والحريات النقابية …

كما اقترح إحالة المرسومين المشؤومين إلى طاولة الحوار الاجتماعي بين الحكومة والفرقاء الاجتماعيين في أفق إيجاد حل توافقي خدمة للمدرسة العمومية، والمصالح العليا للشغيلة التعليمية.

وبهذه المناسبة ذكر الأخ سعيد مفتاحي الكاتب الجهوي للنقابة الوطني للتعليم بالبرنامج النضالي الذي سطره المجلس الوطني الفيدرالي الاستثنائي المنعقد يوم السبت 9 يناير 2016 لمواجهة سياسة الحكومية اللاشعبية بخوض مسيرات جهوية عبر ربوع الوطن تتوج بإضراب عام وطني في الوظيفة العمومية والجماعات الترابية يوم 11 فبراير 2016، مجددا الدعوة إلى الانخراط بكثافة في هذه المحطات النضالية للتعبير عن رفضنا الجماعي لهذا المخطط النكوصي والتراجعي عن الحقوق والمكتسبات.

واختتم اللقاء التشاوري بالاتفاق على عقد لقاء آخر لتأسيس اللجنة المحلية لدعم نضالات الأساتذة المتدربين بالمقر المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، وذلك يوم الجمعة 5 فبراير 2016 على الساعة السادسة مساء 18.00.