آخر المستجدات

التشغيل بالعقدة

** محمد مزيوقة..

وللعقدة نصيب في حياة المغاربة ،وذكرها في المجالس يثير التطير ،ودخولها إلى عالم الشغل لن يكون إلا نذير شؤم لإنه سيجهز على ما تبقى من كرامة أجراء المستقبل لأنهم سيصبحون مياومين بأقنعة حكومية وفي سوق خاضع للعرض والطلب بشروط مقاولاتية تظهر للعباد العسل وتسقيهم من رحيقها سما زعافا.
لقد جرب المغاربة كل عقد الشغل ،سافروا إلى شمال المتوسط بأرقام تزين أعناقهم وهم في أتم الصحة والعافية ،وعاد أغلبهم في صناديق خشبية جميلة لها فتحة زجاجية تظهر وجوه الموتى بعد إخضاعها لعملية التجميل ،وبحث آخرون بعد ذلك عن عقد العمل في بلاد المشرق العربي فتعرض جلهم لنوع جديد من العبودية ليعود أغلبهم بخفي حنين اامدفون هناك.
مارست الوحدات الصناعية ثقافة التشغيل بالعقدة على أجراء القطاع الخاص فكان الإستغلال القذر للإنسان ،وجاء دور حكومة العجب العجاب لتعقد المقبلين على سوق الشغل بعقود لا يعقد عليها أمل في ضمان عيش كريم .وهكذا ستتكاثر العقد ولن نجد لها حلال.إلا إذا توقفت هذه المهزلة.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: