ضدا على التراجعات والسياسة اللاشعبية للحكومة أربع نقابات تنظم وقفة احتجاجية ناجحة ببنسليمان
ضدا على التراجعات والسياسة اللاشعبية للحكومة أربع نقابات تنظم وقفة احتجاجية ناجحة أمام ثانوية الحسن الثاني ببنسليمان
بوشعيب الحرفوي
توجت النقابات الأربع: الفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل مسلسلها النضالي من المرحلة الأولى بتنظيم وقفة احتجاجية واسعة مساء يوم الثلاثاء 14 يونيو أمام الثانوية التأهيلية الحسن الثاني ببنسليمان، حيث حج إلى مكان الوقفة بعد صلاة التراويح جمهور غفير من المواطنين والعمال والمستخدمين والموظفين والفاعلين الحقوقيين يتقدمهم رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مناضلي ومسؤولي النقابات المشار إليها. لتنطلق الحركة الاحتجاجية في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، عرف خلالها الفضاء العمومي للشارع الرئيسي للمدينة حركة عادية وغير مألوفة بالنسبة للمواطنين الذين اعتادوا خلال الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل على استغلال هذا الفضاء للسمر وتجاذب أطراف الحديث إلى وقت متأخر من الليل خاصة النساء منهم، بعد قضاء ساعات طوال من الصوم والقيام بالأشغال المنزلية. فقد استغل مرتادو الساحة العمومية المقابلة لثانوية الحسن الثاني الفرصة لمشاركة النقابيين في احتجاجاتهم، حيث التحقت مجموعة من النسوة وبعض المواطنين بالوقفة الاحتجاجية تضامنا مع الطبقة العاملة.
الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها التحالف النقابي المذكور تأتي في إطار سياق متسم بالاحتقان بين المركزيات النقابية والحكومة ووصول الحوار الاجتماعي إلى الباب المسدود، إثر تجاهل هذه الأخيرة لمطالب الطبقة العاملة وفرض تراجعات على حقوق ومكاسب عموم المأجورين، رفع خلالها المحتجون شعارات تندد بالسياسة اللاشعبية للحكومة التي تضرب في العمق كل المكتسبات التي راكمتها بلادنا في المجال الحقوقي والاجتماعي والاقتصادي، حيث طالب خلالها المحتجون بضرورة توقيف نزيف ضرب القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة تخلي الحكومة عن دعم القطاعات الاجتماعية والتملص من التوظيف، ورفع الدعم عن المواد الأساسية والاستهلاكية، مما أدى إلى ارتفاع مهول لأسعار هاته المواد أنهكت جيوب المواطنين، بالإضافة إلى ما تعرفه أسعار البترول من ارتفاع تدريجي لم يشهده المغرب من قبل بعد أن رفعت الحكومة الدعم عنه، الشيء الذي ستكون له تداعيات كبيرة على القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة والصغيرة. كما رفع المحتجون شعارات استنكروا من خلالها أسلوب التسويف والمماطلة والتعنت الذي تمارسه الحكومة إزاء القضايا والمطالب والمقترحات المطروحة من طرف المركزيات النقابية ومن بينها ملف التقاعد الذي تريد الحكومة تمريره دون الرجوع إلى طاولة الحوار الاجتماعي.
ولم يترك المحتجون الفرصة دون الإشارة في شعاراتهم إلى المشاكل المحلية التي يعرفها الإقليم وخاصة التدهور الذي يعرفه المجال البيئي بالشريط الغابوي الذي تحول إلى مطرح للنفايات، بالإضافة إلى ما يترتب عن الاستغلال البشع للمقالع من تدمير للبيئة وللبنية التحتية وما تتعرض له ممتلكات وصحة السكان نتيجة الأنشطة غير المراقبة لهاته المقالع التي أتت على الأخضر واليابس ببعض المناطق. كما رفع المحتجون شعارات تندد بالوضعية غير السليمة لما يعرفه قطاع الصحة بالإقليم والعدل و…تكالب لوبي العقار على استغلال خيرات الإقليم لإقامة تجزئات سكنية دون مراعاة جمالية المدينة ولا المستوى المعيشي للساكنة الراغبة في اقتناء قبر الحياة، حيث يلجأ هذا اللوبي إلى تحديد وفرض أثمنة خيالية لبيع البقع الأرضية.
وقد تخللت الوقفة بعض الكلمات التلقائية المعبرة لبعض النسوة الذين أثاروا مجموعة من المشاكل والقضايا التي يعانون منها نتيجة ارتفاع أثمان المواد الاستهلاكية والكهرباء والماء.
واختتمت الوقفة الاحتجاجية التي مرت في أجواء سلمية جد عادية وبحضور أمني ملحوظ بإلقاء كلمة التنسيقة النقابية حيث أشارت إلى التراجعات الخطيرة التي شابت عملية تدبير الشأن العام في عهد الحكومة الحالية والتي همت قطاعات ومجالات أساسية وحيوية، من خلال إقدام الحكومة على نهج سياسة لا شعبية وبإملاءات من المؤسسات المالية الدولية بدعوى القيام بالإصلاحات، والتي كان من نتائجها ضرب القدرة الشرائية للمواطنين إثر رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية ورفع الدعم عن المواد البترولية ومعالجة اختلالات المكتب الوطني للكهرباء والماء على حساب جيوب المواطنين. وهي كلها إجراءات تضيف كلمة التنسيقة النقابية كان لها انعكاس سلبي على الحياة اليومية للمواطن المغربي. بالإضافة إلى تقليص التوظيف وارتفاع نسبة البطالة والتخلي التدريجي عن الخدمات الاجتماعية في قطاع الصحة والتعليم والتشغيل، وما عانته الطبقة العاملة طيلة الولاية الحالية للحكومة بسبب تهميش الملف الاجتماعي وتجميد الحوار وتهميش دور النقابات قصد تمرير مشاريع إصلاحية دون الرجوع إلى طاولة الحوار الاجتماعي والاهتمام بمقترحات ومطالب المركزيات النقابية، خاصة ملف التقاعد الذي تريد من خلاله الحكومة إنقاص المعاشات المدنية من خلال إجراءات مقياسية يؤدي فيها الموظف تكلفة عملية الإصلاح لوحده. بالإضافة إلى محاولة الحكومة تمرير مشروع التوظيف بالعقدة. وعلى المستوى المحلي أشارت كلمة التنسيقة إلى بعض الاختلالات التنموية التي يعاني منها الإقليم رغم التوفر على الإمكانيات والمؤهلات البشرية والطبيعية المتنوعة والتي لو استغلت بالشكل الأمثل لعرف إقليم بنسليمان انطلاقة حقيقة في مجال التنمية بجلب استثمارات تحرك الرواج والنشاط الاقتصادي بالمدينة و تخلق فرص الشغل.
وللإشارة فإن التحالف النقابي الرباعي المشار إليه سبق له أن سطر برنامجا نضاليا مرحليا مع بداية شهر رمضان أصدر من خلاله بيانا في الموضوع، ونظم بعده تجمعا عماليا وندوة صحفية ليختتم بالوقفة الاحتجاجية المذكورة على أن يتم تسطير برنامج نضالي أخر في المرحلة الثانية سيتم التعرف عليه لاحقا.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش