آخر المستجدات

الفضيحة الرقمية

** محمد مزيوقة..

أبت إحدى الشركات الفاعلة في مجال الاتصالات الهاتفية إلا أن تفسد عرسا تربويا واستحقاقا أساسيا في المسار الدراسي لشابات المغرب وشبابه بحيث قامت بتعديل التوقيت قبل الأوان على شاشات الهواتف النقالة لزبائنها لتطبق بذلك المقولة التي نطلقها نحن معشر البدو على المتسرعين، لقد سبقت العرس بليلة.
إن هذا الإجراء الأرعن قد خلق جوا من الارتباك والهلع في صفوف تلاميذ السنة الأولى للباكالوريا هم وذويهم بحيث تعرض العديد من التلميذات والتلاميذ لانهيارات نفسية وعصبية وهم يجدون أبواب مراكز الامتحان موصدة في وجوههم وأن الامتحانات قد انطلقت بينما كانت شاشات هواتفهم في البيت تخبرهم بأن الوقت لا زال مبكرا ويمكن تمضيته في المنزل عوض الوقوف عند أبواب المراكز.
إن ما حل بالتلاميذ قد أصاب المشرفين قبلهم باستثناء الذين يتوفرون على المنبهات المعروفة بدجاجاتها التي تنقر، فإنهم لم يصابوا بما أصيب به ضحايا الذكاء الرقمي، ولولا المرونة التي تعامل بها القائمون على الشأن التربوي لوقع ما لا تحمد عقباه.
لو حدث هذا الفعل في بلد يحب أبناءه ويشجعهم على التميز لقامت القيامة، وتزحزحت أجساد عن كراسيها الوثيرة، ولكانت تعويضات تجبر الضرر، لكننا في وطن أحسن ما فيه حكومة تسارع الزمن من أجل الاستمرار في الإمساك بزمام الأمور ،وبشكل إعلامي مثير.
أحمد الله على ساعتي البيولوجية التي وقتني شر ما وقع فيه الآخرون، ولو كان لي ابن تعرض ما تعرض له الفتيان هذا الصباح، لرفعت دعوى قضائية ولطالبت بتعويض ضخم.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من النقابة الوطنية للتعليم -ف د ش- SNE/FDT

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading