لعبة الأرقام
** محمد مزيوقة..
أنا لا أحب الأرقام لأنها تذكرني بواقع أفضل أن أنساه ،ولكن تمرير قانون تشغيل القاصرات حرك في غريزة المعلم وخصوصا جدول الضرب في 7.
فقد تم التصويت على القانون في مجلس النواب ب49 صوتا بينما رفضه 7 .وانتم تعلمون أن 7في 7 تساوي 49 .وإذا قمنا بآحتساب عدد الحاضرين في هذه الجلسة التشريعية فإننا نكتشف بأن العدد 56 يشكل 1على 7من عدد ممثلي الأمة البالغ عددهم 395. فأين كان الباقون ؟
لن أتكلم عن الأغلبية لأنني لا أنتمي إليها، بل أوجه كل عبارات اللوم والتقريع والإستهجان لفرق المعارضة التي فوتت على نفسها فرصة الإطاحة بمشروع قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر .قد نحاول تفهم بعض الغيابات الناتجة عن مرض أو سبب آخر ، لكنني لا أعتقد أن هناك وباء حال دون حضور نوابنا الذين تنتفخ أوداجهم غضبا أمام وسائل الإعلام وهم يتحدثون عن تشغيل القاصرات والطفولة المغتصبة والحق في التمدرس وعودة الإسترقاق وزييييييد آبوزيد.
بقي أمام هذا القانون مسار لا هو بالقصير ولا هو بالطويل ليخرج إلى حيز التنفيذ ،فبعد مروره على مجلس الحجاج المستشارين الذين سيحجون بكثافة هذا العام سيحال على المجلس الدستوري الذي نعتز بفقهائه في القانون والتشريعات وقد يأخذ بعد ذلك طريقه إلى الأمانة العامة للحكومة لنشره في الجريدة الرسمية من أجل آستباحة عرض المغاربة المعدمين الذين سيقدمون أطفالهم كقرابين في مذابح أصحاب المال.
ختاما أطلب من رئيس مجلس النواب الإقتطاع من أجور الذين تغيبوا بدون سبب كما أطلب من الناخبين تسجيل هؤلاء في ذاكرتهم التي أتمنى أن لا يثقبها المال والوعود. ….ويبقى كلامي صيحة في واد .وعليكم مني سلام
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش