انتخاب مندوبي منخرطي تعاضدية التربية الوطنية بتازة : انتخاب أم عقاب جماعي لنساء و رجال التعليم؟!!
هشام المصباحي
عرفت الساحة التعليمية يوم الأربعاء 11 ماي 2016 يوما يمكن اعتباره استثنائيا بكل المقاييس بالنظر لحجم المعركة التي كانت بانتظار نساء و رجال التعليم بمقر التعاضدية العامة للتربية الوطنية المتواجدة بشارع الحسن الثاني بتازة وخصوصا لما كان الأمر يتعلق بانتخابات مناديب المنخرطين في التعاضدية للجمع العام الوطني.
ابتدأت الحملة الإنتخابية واستمرت معها التعبئة لهذا الإستحقاق الانتخابي، فقد واصل مناضلو النقابة الوطنية للتعليم ف.د.ش في إقليم تازة حشد أصوات المنخرطين بشتى وسائل التواصل السمعية البصرية وبشكل مكثف تمهيدا ليوم الاستحقاق.
فتح مكتب التصويت رقم 19 وهو الواحد والوحيد في الإقليم أبوابه على الساعة الثامنة صباحا بمقر عيادة طب الأسنان بالتعاضدية العامة للتربية الوطنية بتازة في وجه الناخبين من نساء ورجال التعليم للإدلاء بأصواتهم في من يجدونه أهلا لتحمل المسؤولية بهذا المرفق التعليمي الهام فكان أن قدمت كل النقابات التعليمية ممثليها في لائحة واحدة وبترشيحات فردية. فبدأ الإنتخاب وازداد توافد نساء ورجال التعليم من كل المناطق التابعة لنفوذ إقليم تازة: تاهلة ونواحيها، وادي أمليل ونواحيه، تايناست ونواحيها، أكنول ونواحيه ثم طبعا تازة وضواحيها فكان أن اكتظ مقر التصويت بالمنخرطين الممارسين عملهم والمتقاعدين وأصبحنا في طابورين من الأشخاص إلى جانب ثالث للنساء، حيث كان كل ناخب ملزما بأن يصطف في طابور أول قصد الوصول إلى مكتب يمكنه من التعرف على رقم الصفحة التي يوجد بها اسمه على لوائح الناخبين للإدلاء به لدى المكلفين بصندوق التصويت لتسهيل البحث عن الإسم باللوائح. وما أن يتم الحصول على الرقم حتى يعود الناخب للإصطفاف إلى جانب زملائه في طابور ثان يمكنه من ولوج القاعة التي يتم فيها الإدلاء بالأصوات في الصندوق. وهو الأمر الذي يتطلب أزيد من ساعة من الزمن من الانتظار والتعب والتذمر ناهيك عن ترك كل الالتزامات والشؤون الشخصي جانبا والتركيز فقط على”شدان الصف “.
إقبال نساء ورجال التعليم كان مكثفا على مكتب التصويت الوحيد بإقليم يعرف شساعة جغرافية كبيرة مما خلف تذمرا واستياء عميقين عبر عنهما عموم الناخبين وحتى موظفو التعاضدية الذين قضوا يوما في الجحيم على حد تعبيرهم. الحضور المكثف أثلج الصدور وعبر من خلاله نساء ورجال التعليم عن وعي كبير باهتمامهم بمرفق هام في حياتهم الشخصية والعملية فانتظموا وأدوا أمانتهم بكل انضباط ومسؤولية .
استمرت عملية التصويت فلم يخل مركز التصويت من المصوتين مطلقا بل ازداد عددهم كثافة مع توالي الساعات، إلى أن دقت الساعة السادسة مساء فتم غلق باب مقر التعاضدية لوقف قدوم ناخبين جدد فتم الاكتفاء فقط بمن سجل اسمه قبل السادسة مساء إلى أن أدلى الجميع بصوتهم فانطلقت بعد ذلك عملية الفرز للأصوات وذلك في حدود الساعة السابعة والنصف مساء .
تجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من الملاحظات والخروقات والسلوكات المنافية للمنطق الانتخابي تم تسجيلها وتم الاحتجاج عليها وبشدة من طرف مناضلي النقابة الوطنية للتعليم فدش بتازة إلى جانب بعض ممثلي النقابات الأخرى باستثناء نقابة الاتحاد المغربي للشغل (موخاريق) والتي تم بسطها من خلال بلاغ للمرشحين لهذا الاستحقاق وتتمثل فيما يلي :
- انطلاق العملية الانتخابية بمحاولة الانقلاب على الاتفاقات القبلية والمتمثلة في تعيين المراقبين.
- تكديس رجال ونساء التعليم في سلاليم العمارة المحتضنة لمقر التعاضدية أثناء انتظار دور التصويت دون مراعاة للكرامة وظروف الاشتغال.
- لجوء إحدى الإطارات النقابية المعلومة إلى الاستقطاب ببوابة مقر التعاضدية دون مراعاة لأخلاقيات العمل النضالي والديمقراطي.
- الانقلاب على الاتفاق حول إغلاق الصندوق عند السابعة مساء .
- اعتبار أوراق التصويت أوراقا مطعونا في شرعيتها لكونها لا تحمل أي ختم أو طابع رسمي .
ومن بين ما تم تسجيله كذلك تفاجؤ مجموعة من المنخرطين الذين قدموا للتصويت ولم يجدوا أسماءهم باللوائح الرسمية فعادوا أدراجهم …
عملية الفرز استمرت واستمر معها الترقب إلى ساعة متأخرة من ليلة الخميس، و بعدها تم إخبارنا من طرف الأخ حكيم روشحي ممثل مرشحي النقابة الوطنية للتعليم فدش بالنتائج التالية :
- أحمد المنصوري (UMT)
- أبو عبد الله وهيب (UMT)
- طارق المنصوري (UGTM)
- عبد الله غميمط (FNE)
- عمر العراف (FDT)
- زكرياء حدا ((UMT
ختاما يمكن القول على أن هذا الإستحقاق الإنتخابي خلف إحباطا لدى مناضلي الفدش لكونه لم يقدم نتائج ترقى لمستوى التطلعات بالنظر للدينامية التي تعرفها هذه النقابة بتازة إلا أن رياح التغيير لم تهب بما فيه الكفاية على هذا المرفق التعاضدي الحيوي .
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش