فاتح ماي بمراكش: الفدرالية الديمقراطية للشغل في قلب المقاومة الشعبية
عزيز معيفي
نظرات قوية متجهة صوب أفق الحرية. شارات النصر.. ألوان ورموز دالة على الفدرالية الديمقراطية للشغل .. تلك علامات مميزة للاحتفال الجهوي بالعيد الأممي بمراكش.
اختارت الفدرالية الديمقراطية للشغل شعار (جبهة اجتماعية لمواجهة السياسة الحكومية اللاشعبية)، كما أحيت مهرجانها الخطابي بساحة جامع الفنا – وهي قلب مراكش- و نظمت مسيرة عمالية بشعارات من قبيل: ناضل يا مناضل، من أجل الحرية .. ضد راس المال .. ضد الحكرة .. ضد الإقصاء .. ضد الفساد .. ضد الاستبداد..
وهكذا انتظمت مسيرة حافلة قادها قطاع الفوسفاط بالجهة، وانخرطت فيها قطاعات الصحة، والتعليم، والعدل، والتخطيط، والثقافة، والبريد، والطاقة والمعادن، واتصالات المغرب، والقطاع الخاص..
مسيرة غايتها مواجهة السياسة الحكومية المعادية للحقوق الأساسية للعمال، وهو عداء تجلى في تجميد الحوار الاجتماعي، والتنكر للاتفاقات السابقة والإجهاز على صندوق المقاصة، والرفع من كلفة المعيشة، واستهداف صندوق التقاعد..
ومن قلب الحدث صرح الأخ موسى اعبيدة – عضو المكتب المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل – : (اخترنا تنظيم التظاهرة العمالية اليوم بمراكش، كوجهة عمالية مقبلة على استحقاقات بيئية واجتماعية عالمية.. ونحن كنقابة معنيون بالنضال من أجل العدالة البيئية، رغم أن الطبقة العاملة اليوم تعاني من توجهات حكومة لا شعبية مناصبة العداء لكل مطالب الفقراء في الحياة الكريمة.. وهي حكومة ركبت على الحراك الاجتماعي الذي عرفته البلاد سنة 2011.)
هي حكومة لم تصل إلى أي اتفاق أو حوار جاد مع النقابات، على عكس الحكومات السابقة التي توصلت إلى اتفاقات مع الحركة النقابية، كان آخرها اتفاق 26 أبريل الذي تنكرت له الحكومة الحالية. وهو الاتفاق الذي نجد فيه نقطا وعناصر لا تستلزم كلفة مالية: كالفصل 288 من القانون الجنائي الذي يزج بالنقابيين في السجون، والاتفاقية الدولية 87 التي تنص على حرية العمل النقابي..
من جهته أكد الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم وعضو المجلس الوطني الفدرالي الأخ محمد آيت واكروش: (تخلد الفدرالية الديمقراطية للشغل بالجهة تظاهرة فاتح ماي، تأكيدا لخطها النضالي الكفاحي، وللدفاع عن المطالب العمالية المشروعة والعادلة، وكذلك احتجاجا على استهداف الحكومة المغربية لمكتسبات الشغيلة المغربية التي راكمتها عبر سنوات من الكفاح..
أما على المستوى التعليمي، فتأتي هذه التظاهرة متزامنة مع الحوار الذي دشنته النقابة الوطنية للتعليم مع المدير الجديد للأكاديمية والذي يهم الموارد البشرية والخريطة المدرسية والسكنيات والحياة المدرسية..)
وعلى صعيد آخر، الأخ عمر تيدريني الكاتب العام للاتحاد المحلي للفدرالية الديمقراطية للشغل بمراكش، ومنسق الاتحادات المحلية بجهة مراكش أسفي، قدم تصريحا: (تخلد الفدرالية الديمقراطية للشغل العيد الأممي هذه السنة احتجاجا على السياسة الحكومية اللاشعبية، وتعتبر هذه المحطة تعبيرا عن سخط الشغيلة بالجهة على الأوضاع التي تعيشها وطنيا وجهويا، والتي تتجلى في محاولة الإجهاز على حقوق العمال من طرف الباطرونا، وانحياز الحكومة لهذا التوجه، وذلك بتجميد كل ما يمكن أن يحسن أوضاع الطبقة العاملة.)
كذلك نسجل يضيف الأخ تيدريني: (امتعاضنا من تعامل السلطات المخول لها تنظيم المنصة مع نقابتنا، بحيث لم تحترم تعهداتها في توفير منصة ملائمة للفدرالية الديمقراطية للشغل، وكذلك نسجل عدم حياد السلطة والتزامها بالقانون على اعتبار أنها رخصت لجهة مشبوهة لا تمثل الفدرالية الديمقراطية للشغل ..)
النقابة الوطنية للصحة كانت حاضرة، وقد صرح باسمها الأخ صلاح الدين الغزالي عضو المجلس الوطني الذي اعتبر أن النقابة الوطنية للصحة العمومية تتواجد في قلب الحدث الأممي.
وعن أوضاع الصحة بالجهة فقد قسمها إلى ما يرتبط بالمشاكل التي تعيشها المراكز الاستشفائية الجامعية، وتتميز بضعف التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة لصيرورة العمل، والضغط المتولد عن سوء التسيير، وهناك المشاكل المتعلقة بالمستشفيات التابعة لمندوبية الصحة التي أصبحت فارغة من الأطر الصحية بسبب تراجع هذه الحكومة عن تشغيل الأطر الصحية في مختلف المهام ..
وقد عبرت المسيرة العمالية بمراكش عن عزم القطاعات النقابية على تجميع جهودها لمواجهة المد الرأسمالي المتوحش، كما أنها قدمت درسا في هذا العيد الأممي للحركة النقابية التي إن لم تتغلب على تناقضاتها الذاتية لن تتمكن من الانتصار في معاركها الاجتماعية.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش