آخر المستجدات

النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) والمديرية الإقليمية للتعليم بالرحامنة ينظمان يوم دراسي حول: العنف المدرسي

عزيز معيفي

maafiiوضع الأصبع على الجرح في جسم المنظومة التربوية، تلك كانت غاية الندوة المشتركة التي أقامتها النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل بالرحامنة، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالرحامنة يوم الخميس 21 أبريل 2016 بمقر المديرية الإقليمية بالرحامنة.

تميز اليوم الدراسي بإشراف اسم علمي لامع في مجال سوسيولوجيا التربية هو الخبير الدولي في مجال التربية الدكتور العلمي الخمار، واستفاد منه منسقو مراكز الاستماع بالإقليم والمنشطون التربويون، وحضرته عضوة المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) سومية الرياحي، والأخوين عزيز معيفي والسعيد العطشان عضوي المجلس الوطني والمكتب الجهوي للنقابة بجهة مراكش أسفي.

افتتح اللقاء المدير الإقليمي ذ العربي الهنتوف الذي اعتبر أن فكرة اليوم الدراسي انطلقت من مشكل في إطار تدبير الصراع بين الإدارة والنقابة تحول إلى اتفاق حول اقتراح أنشطة مشتركة ابتدأت بموضوع يوم دراسي حول العنف المدرسي.

من جهتها اعتبرت سومية الرياحي عضوة المكتب الوطني للنقابة أن هذا اليوم الدراسي يأتي في سياق الدفاع عن المدرسة العمومية وإصلاح منظومة التربية والتكوين، وأكدت ” أننا في النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) نتعامل مع المدرسة العمومية باعتبارها فضاء لإساء قيم التسامح وقيم الإنصاف وقيم المساواة والحرية “.

كلمة المكتب الإقليمي للنقابة ألقاها الكاتب الإقليمي، وبعد الترحيب بالحضور وبالدكتور العلمي الخمار، اعتبر أن النقابة تهتم بجانبين: مصلحة العاملين والشغيلة التعليمية، وتنشغل بالمدرسة العمومية وبقضاياها بما فيها ظاهرة العنف المدرسي، كما أكد على خطورة الموضوع لأن العنف ظاهرة في توسع وانتشار في الوسط المدرسي، ولذلك من الضرورة تدارسه. وأضاف «إننا نسعى إلى ترسيخ أدوار المدرسة العمومية الحاضنة لمستقبل المغرب”.

من جهته ركز الدكتور العلمي الخمار على أن التناول العلمي لظاهرة العنف المدرسي يتطلب التناول الشمولي الذي يحلل العنف داخل الوسط المدرسي، كما يحلل أسبابه ومن ضمنها المدرسة باعتبارها قد تكون منتجة للعنف.

اعتبر كذلك أن عدم الإيمان بالاعتراف يؤدي على العنف، ومنه عدم الاعتراف بدور المدرس واحترامه، وعدم الاعتراف بدور التلميذ وتبخيس أدواره، وعدم احترام المدرسة…،

كما أثار إشكالية التوجه فقط نحو الكفايات وإغفال القيم، ما جعل المدرسة تتوجه نحو المعارف، ولكنها لا تهتم بالقيم ولذلك فما لم نقم بتقويم القيم لا يمكننا أن نتحكم في درجة العنف في المدرسة، كما سطر د. العلمي الخمار، وعليه أضاف: ” لا بد أن يتحول المدرس إلى حامل للقيم عبر المعرفة «.

من ضمن أسباب العنف، اعتبر الباحث أن تقييم التعليم تقييما طبقيا عبر تفاوت الفرص بين وسط اجتماعي وآخر، يطرح ضرورة الانتقال إلى تكافؤ الفرص في العرض التربوي.

من أسباب العنف أيضا أن تقويم المدرس لا زال سلوكيا ولا يكون حسب وضعيات لاستنفار القدرات والمهارات لحل وضعيات معينة. ومن شأن ذلك أن يمكن المتعلم من تملك المعرفة وتحويلها إلى مواقف     وسلوكيات اجتماعية، كذلك من الضروري الاهتمام ببيداغوجية الغلط  pédagogie de l’erreur بحيث إن تقويم المتعلم بدل تقويم عمله يخلق عنفا جنينيا.

ضعف الحياة المدرسية والتفتح المدرسي يعتبر أيضا من أسباب العنف المدرسي لأن الحياة المدرسية تساعد على امتصاص بعض الأنماط السلوكية لدى المتعلم كالنشاط الزائد، والاندفاعية، وعدم التحكم في الذات، ومشاكل التركيز والذكاء الضعيف، وضعف المستوى المدرسي، وضعف تطور الذكاء اللغوي المستويات العمرية الأولية …

وتتضح الأدوار التربوية للمدرسة في محاربة العنف من خلال توفير مجالات تقويم السلوك وتطويره لدى المتعلم.

انتقل الباحث بعد ذلك إلى عامل عتبة النجاح، واعتبرها منتجة للعنف لأنها تتعارض مع بيداغوجيا الكفايات، كما ألح على ضرورة إعادة تقويم أدوار المدرسة المغربية لمواجهة ظاهرة العنف.

جدير بالذكر أن فكرة إقامة هذا اليوم الدراسي انطلقت كما أشار إلى ذلك المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية خلال لقاء جمع بمقر المديرية الإقليمية بين المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بجهة مراكش أسفي والمدير الإقليمي بالرحامنة بدعوة من هذا الأخير توج باقتراح إقامة أنشطة مشتركة، ابتدأت باليوم الدراسي في أفق إقامة أنشطة أخرى.

 

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: