آخر المستجدات

رأيي في محضر طي ملف اساتذة الغد

سالم تالحوت

fb_img_1461365253715.jpgأجدني مضطرا لإبداء رأيي في المحضر الموقع بين ممثلي اساتذة الغد وممثلي الحكومة يوم 21 ابريل الجاري. ذلك أن العديد من السادة اساتذة الغد يمطرونني بالكثير من الاسئلة المتكررة. كما انني لمست من خلال الاطلاع على بعض التدوينات إثارة العديد من التخوفات، من شانها إحداث المزيد من تعكير العلاقات بين المتدربين وبين محاوريهم، وإرباك عودة الحركة الى قاعات التكوين.
وقصد إزالة الهواجس والوساوس أؤكد أن المحضر ـ في رأيي المتواضع ـ حقق أكثر من المطلوب، وبلغ ما بعد المتوقع. فيكفي أنه رسخ تحصين كل المتدربين، الذين سيجتازون مباراة شكلية، يتم فيها التنافس على عدد مناصب سيساوي عدد المترشحين ( 10000 منصب). مما يلغي فرضية الرسوب والقطع معها.
فقد أنقذ الاتفاق 3000 استاذ متدرب ومتدربة، يفترض ان مصيرهم ـ في حال تطبيق ما كان يروج ـ هو الشارع. ولعل المجربين يعون جيدا ما سيتبع الرسوب من معاناة اجتماعية ونفسية… ستمتد الى أسر الراسبين ومعارفهم، بل ستلحق المقبلين على مختلف مستويات التعليم.
اما فيما يتعلق بالتخوف من عدم الحصول على شهادة التأهيل كشرط للترشح للمباراة فهذا ايضا امر بسيط؛ اذ ان الأساتذة المتدربين سيجتازون اختبارات المجزوءات، ولهم الحق في الاستدراك إذا لم يتم الترصيد.
حتى إذا لم يوفقوا فإنه ـ حسب المعمول به ـ سيحصلون على شهادة التأهيل التي ستخول لهم اجتياز المباراة على اساس العمل على استيفاء المجزوءات مستقبلا؛ إذ لا يعقل أن نلغي بسبب المباراة مكاسب سابقة، كان يتمتع بها الأساتذة المتدربون.
في ثنايا هذه المقالة، ينبغي ان نعترف ان إعادة المرسومين إلى طاولة التداول سيعتبر من أهم النتائج الطيبة، التي توصل اليها التفاوض. هاتان النتيجتان كفيلتان باعتبار الحوار جادا. فقد توج واسفر عن محضر، شهده جمعويون وقياديون نقابيون وقطاعات وزارية مسؤولة تحت إشراف الدولة وبتتبع من رئيس حكومتها. مما يجعل امكانيات التملص ـ قياسا على ما سبق ـ لم يعد إلا فقاعات مغرضة ومنتهية الصلاحية لتوفر ما يكفي من الضمانات.
أما ما يتوهم من ثغرات او ما اعتبر ضبابية او اصطلح عليه بالغموض ونعت بالملغوم… فيعد جزئيات وتفاصيل عادية جدا نظرا لمراطونية الجلسات؛ إذ لا اعتقد أن أحدا من المحاورين قد نبه إلى ثغرة ورفض الباقون التعاطي الإيجابي معها، وتعمد طرف تركها لحاجة في نفس يعقوب.
لذا لا أرى شيئا يؤثر على النتائج، و لا يخدش في المكتسبات العامة، التي نحيي على اساسها عاليا لجنة الحوار والتنسيقية وعموم الأساتذة المتدربين على روح مسؤوليتهم، ونثمن جهود الفريق المحاور والوسطاء والسيد رئيس الحكومة واستجابتهم لمطالب أساتذة الغد.
اخيرا، نعتبر أن تعزيز الثقة وتقوية ضمانات الوفاء بالتزام الدولة يفرض سهر السيد رئيس الحكومة شخصيا على تنزيل الاتفاق، والحرص على تأويل إيجابيا ما سكت عنه المحضر، وفتح قناة مستديمة للاستماع المستمر لأساتذة الغد حماية لتطبيق الاتفاق من الانحراف عن مقاصده النبيلة المتمثلة في إنصاف أبنائنا وبناتنا.
التعاون الجماعي، والدفع الإيجابي نحو حلحلة الملف ينبغي أن يواكب العملية مباشرة عقب توقيع الاتفاق، والمبادرة إلى سد كل منفذ قد يزعزع الثقة. ذلك أن أي فهم وتأويل غير ايجابي قد يستغل للنداء بالعودة إلى استئناف الاحتجاج ومقاطعة التكوينات. بل إن الحفاظ على تنسيقية الأساتذة المتدربين مجتمعة وتقوية موقعها كمخاطب رسمي سيعتبر من بين اهداف المرحلة

ملاحظة: الدكتور سالم تالحوت أستاذ مكون بالمركز الجهوي بالدار البيضاء وأحد مؤسسي الجبهة المحلية لدعم نضالات الأساتذة المتدربين  بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء وأول منسق لها، والدكتور سالم تالحوت أحد الموقوفين الثلاثة على خلفية دعمه لنضالاتهم.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d