كلمة لا بد منها، وجب الإصغاء وإلا…
الحسين سوناين
أهدر تلاميذ المدرسة المغربية نصف السنة الدراسية الماضية من الزمن المدرسي بسبب الوباء. الموسم الدراسي الحالي يقترب من نهايته، وقياسا إلى مبدا التناوب المعتمد، فقد أضيف نصف سنة أخرى من الضياع، مما يعني أن سنة كاملة من الزمن المدرسي تبخرت.
وبدل التـــدخل المستعجل لإنقاذ التلاميذ الذين تشير كل المعطيات أن مستوى التحصيل المعرفي والبيداغوجي انحط لدرجة تنذر بالكارثة، تمعن الوزارة في شخص وزير التربية الوطنية في تجاهل الأمر والتبشير بالقانون الإطار، في حين يقتضي الوضع الاستثنائي التفرغ لاستدراك هذا الهدر والتأخر البيداغوجي في ضبط البرامج عبر التركيز على ما يُكسب التلاميذ مهارة التفكير والقدرة على التعلم الذاتي، والتخلص مؤقتا من المواد التي تعتمد الحفظ… فالمستعجل هو تعزيز المكاسب اللغوية وتنميتها (الأدوات الضرورية للتحصيل) والمواد العلمية التي تقتضي التمرين المستمر عليها.
إن هذا التدخل الاستثنائي في المجال البيداغوجي يتطلب ظروفا تربوية ومهنية مواتية لينخرط الجميع في عملية إنقاذ تلامذتنا. مع الأسف هذه الظروف يتم تغييبها، بل يظهر أن منظومة التربية والتكوين التي اعتبرت من الأولويات الوطنية بعد قضية الصحراء المغربية أصبحت آخر ما يفكر فيه المسؤولون.
إن ترك الحبل على الغارب في ما تعرفه الساحة التعليمية من توتر جراء إضرابات الأطر الإدارية والتربوية التي تطالب بتحسين شروط اشتغالها دليل على الفشل الذريع في تدبير القطاع، فعبر التاريخ كان قطاع التربية والتكوين يعيش على إيقاع الدينامية النضالية، ولم يُسجل أن أغلق الباب كما هو موصد الآن، صحيح طُرد واعتقل نساء ورجال التعليم في أكثر من محطة نضالية، لكن كانت طاولات الحوار تجمع الجميع للتداول وإزالة ما يمكن إزالته من عراقيل…
أن يخرج وزير التربية الوطنية ليؤاخذ على النقابات أنها تحاور وتحتج في نفس الوقت، بل التنصل حتى مما تم الاتفاق عليه دون تبرير، وبالتالي إغلاق باب الحوار، فهذا منتهى الاستهتار والجهل بآليات العمل النقابي. ليس دور النقابة أن تطبل فدورها أن تطالب وحين تحقق المطلب تسجل وتشيد به لتطلب من جديد. أما أن تتبع الوزير وهي تردد وعوده وتغنيها، هذا أمــــر يعكس بؤس التكنوقراطية البئيسة مع هذا العناد الذي تركبه الحكومة في عدم الإصغاء لمطالب الشغيلة التعليمية بكل فئاتها، تتناسل المشاكل في المنظومة وسيصبح تعليمنا آنئذ في خانة الإفلاس، إن لم نكن قد وضعنا القدم الأولى فيه
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش