آخر المستجدات

الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (فدش) الأخ عبد العزيز اوي في تقييم أولي لمعركة الأساتذة المتدربين

خروج الأساتذة المتدربين من مرحلة التوظيف إلى مرحلة الانخراط في الدفاع عن المدرسة العمومية للمساهمة في إصلاح المنظومة التربوية  

نص الحوار :

مرحبا بالأخ عبد العزيز اوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل في الموقع الوطني لذات النقابة .. نستسمحكم على مشاق السفر ..

السؤال الأول : قضية الأساتذة المتدربين قضية عادلة لعبت دورا في تأجيج النضال الاجتماعي ضد التوجهات اليمينية اللاشعبية لهذه الحكومة، كيف يمكن تقييم معركة هذه الحركة؟

جواب : بشكل عام إذا أردنا وضع تقييم أولي لمعركة الأساتذة المتدربين التي دامت ما يقرب من سبعة أشهر من شهر أكتوبر إلى الآن، يمكن القول بأنها فضحت بشكل عملي وجلي وعملي كل المحاولات الحكومية لتغطية التراجعات الاجتماعية بغلاف مرة ديني، ومرة بمبررات متعددة .. معركة الأساتذة المتدربين فضحت أيضا الادعاء الديمقراطي للحكومة بعدما عرت الوجه القبيح لهذه الحكومة التي ذكرتنا بأساليب القمع والتعنيف والاعتداء الجسدي بكل مرادفاته التي عشناها في سنوات ما يسمى بسنوات الرصاص، لكن في نفس الوقت يمكن القول بان معركة الأساتذة المتدربين ساهمت بشكل أو بأخر في هيكلة عدد من المؤسسات والجمعيات والفئات التي رفعت كلها شعار مساندة القطاع العام ومقاومة المد الحكومي والسياسة الحكومية الموجهة ضد القطاع العام وحمايته والمنظومة التعليمية العمومية .. هذا بفضل نضالات الأساتذة المتدربين، لكن أيضا مع الأسف معركة الأساتذة المتدربين بينت عن الخصاص والتعثر في صياغة جبهة اجتماعية انطلاقا من معركة عشرة ألاف رجل وامرأة تعليم للمستقبل، كان من الممكن أن يلعبوا دورا كبيرا في صياغة هذه الجبهة لمواجهة السياسة الحكومية.

السؤال الثاني : النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل ساندت حركة الأساتذة المتدربين منذ البداية بكل الأشكال بما فيها توفير المقرات، الدعم المبدئي، المشاركة في الاحتجاج، الدعم المادي، طرح القضية على رأس مطالبها. لم هذه المراهنة ؟

جواب : أولا مجوعة الأساتذة المتدربين هم رجال التعليم غدا بمعنى أنهم جزء من المنظومة التربوية وكل مساس بحقوقهم يعتبر مساسا بحقوق ومكتسبات نساء ورجال التعليم، ثانيا أن انعكاسات عدم حل مشكلهم ستكون كارثية على قطاع التعليم. لو لم يتم حل مشكل الأساتذة المتدربين. أولا الحركة الانتقالية ونحن نعيش إرهاصاتها الأولى لن تجرى، وستكون فقط حركة تبادلات كما تم مؤخرا عبر البوابة الالكترونية لوزارة التربية الوطنية. ثانيا ستكون أزمة اكتظاظ قوية في الأقسام لأن الحل الوحيد لدى الوزارة لتدارك الخصاص هو الرفع من نسبة الاكتظاظ داخل الأقسام. ثالثا عدد كبير من التلاميذ الجدد لن يجدوا أساتذة لتدريسهم وبالتالي سيحرمون من متابعة دراستهم، فالتضامن مع الأساتذة المتدربين هو من الناحية المبدئية جزء من قناعات النقابة الوطنية للتعليم الذي يجب أن تقوم به مع جميع الفئات المتضررة والفئات المقهورة، وهو أيضا جزء من الدفاع عن المنظومة التعليمية لأنه يدخل في إطار مهام نقابتنا. إذن نحن نعتبر أن ما قمنا به هو شيء طبيعي، وكان رهاننا الأساس هو أن يبقى هؤلاء الأساتذة جزءا من المنظومة التعليمية، جزءا من شريحة واسعة من نساء ورجال التعليم بدل من أن يتم التخلي عنهم كما كان التهديد سابقا وأنتم تتذكرون أنه كان التهديد بسنة بيضاء بما لها من انعكاسات خطيرة على المنظومة التعليمية والمنظومة التربوية ..

السؤال الثالث : شاركت النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل في المفاوضات ووقعت على محضر اتفاق إطار .. هل من شرح لأطوار هذا الاتفاق ؟

جواب : في الحقيقة ما قمنا به مؤخرا هو ما كان يمكن القيام به شهرين قبل هذا التاريخ، لقد طرحنا في الحوار الأول مع السيد والي ولاية الرباط سلا القنيطرة كل المقترحات التي جاءت مؤخرا وقلنا لهم بوضوح كنقابات الملف يمكن حله بتوظيف الفوج دفعة واحدة دون أن يؤثر ذلك على ميزانية سنة 2016، ولكن مع الأسف لم تكن الأذان صاغية، كان الهامش الذي يتوفر عليه السيد الوالي ضعيفا، وهذا فيه حسابات داخلية للحكومة ولمكوناتها، لكن عدم المرونة التي أبداها رئيس الحكومة وغياب الاستعداد والإرادة السياسية أجهض الحوار الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، الآن عندما أصبحنا على أبواب الكارثة رجعت الحكومة من جديد لاقتراح توظيف الفوج كله دفعة واحدة ابتداء من شهر يناير، هذا اقتراح عرضناه سابقا .. ونعتبر أننا أضعنا شهرين من التكوين .. الاقتراح كان هو أن تلتزم الحكومة بتوظيف الفوج بكامله في يناير 2017 على أساس تمديد السنة التكوينية إلى حدود دجنبر 2016. وهذا فيه اتفاق وقبول الأساتذة المتدربين، وبالتالي نعتبر ما قمنا به أنقد من جهة الأساتذة المتدربين، وانقد الحكومة الحكومة انقدها من حرج داخلي وخارجي لأنها كانت ستنفذ التهديدات التي أعلنت عنها سواء على مستوى رئاسة الحكومة أو على مستوى وزارة الداخلية. وأنقد الأساتذة المتدربين من مجزرة كانت ستوجه إليهم يوم الخميس 14 ابريل. ونعتبر بان الملف حصلنا فيه على الممكن وليس الأحسن .. كان من الممكن الحصول على حلول أحسن لكن مع الأسف كانت ظروف أخرى، لكن حصلنا على الممكن. هذا الممكن فيه أشياء قبلها الأساتذة المتدربون وتلبي جزءا من مطالبهم. نعم لم يصلوا إلى إلغاء المرسومين لكن وصلوا إلى توظيف الفوج بكامله ..

السؤال الرابع : خرج الأساتذة المتدربون من مرحلة التوظيف إلى مرحلة الانخراط في الدفاع عن المدرسة العمومية في نظركم هل تملك هذه الحركة مقومات تمكنها من المساهمة في إصلاح المنظومة ؟

جواب : في الحقيقة المهمتان كانتا متداخلتان منذ البداية فمن خلال معركتهم من اجل فرض توظيف الفوج بكامله كانوا في نفس الوقت يدافعون عن المدرسة العمومية وعن مقومات المدرسة العمومية .. في هذه المعركة لم يدعوا نهائيا بأنهم وحدهم سيدافعون عن المدرسة العمومية. كان وعيهم واضحا بأنهم جزء من المنظومة التعليمية وجزء من الحركة المدافعة عن المنظومة التعليمية، وهذا يتجلى في تمسكهم إلى آخر محطة بإشراك النقابات كجزء من الحل، الحل لملف الأساتذة المتدربين والحل للمعضلة المطروحة .وكانت قناعتهم أن الدفاع عن المنظومة التعليمية هو معركة مستمرة بعد انتهاء الملف مع النقابات وفي إطار النقابات. يبقى السؤال هو أن النقابات يجب أن تكون واضحة في معركتها من أجل المدرسة العمومية، لأننا نسمع الكثير من الخطابات تدافع عن المدرسة العمومية، ولكن لا نجد خطة ولا نجد مبادرات تدافع فعلا عن المدرسة العمومية من طرف النقابات .

السؤال الخامس : لوحظ أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل والنقابة الوطنية للتعليم تميزتا بدفاعهما الواضح عن هذا الملف ، لكن ما مدى انخراط النقابات الأخرى في الدفاع عن هذا الملف ؟ هل أدرجته في الحوار الاجتماعي صراحة ؟

جواب : حسب المعطيات المتوفرة لدينا لم يكن الملف مدرجا في جدول الأعمال كنقطة للتحاور بل جاء في إطار تدخلات لأعضاء النقابات وبالتالي لم تكن له قوة تفاوضية. عندما يكون الملف عرضيا فان الاستماع إلى آراء رئيس الحكومة هي أقصى ما يمكن القيام به وهذا ما تم، أي أن النقابات طرحت سؤالا حول الملف وأبدت ملاحظاتها ورئيس الحكومة أجاب بما لديه من معطيات ومواقف وانتهى الأمر، في حين أن الملف لو طرح ضمن جدول الأعمال لكان نقطة للتفاوض من اجل الوصول إلى حل، مع الأسف لم يتم ذلك وبالتالي نعتبر هذه هفوة اتجاه هذا الملف الذي كان الجميع يقول بأنه يدافع عنه ويناصره ويسانده، وبالتالي لو طرح الملف للتفاوض لكان الحل أحسن مما تم الحصول عليه.
مراكش في 15 ابريل 2016

(أنجز الحوار الإخوة أعضاء اللجنة الوطنية للإعلام للنقابة الوطنية للتعليم (فدش) بجهة مراكش: عبد العزيز معيفي وسعيد العطشان وحاميد اليوسفي)

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: