آخر المستجدات

لا تزايدوا على الأساتذة المتدربين

عاصم منادي الإدريسي

منذ أن بدأت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب تناقش المقترح الذي تقدمت به المبادر المدنية لحل المشكلة التي عمرت طويلا، ارتفعت الكثير من الأصوات وظهرت بعض المواقف التي بدأت ترمي الأساتذة المتدربين بتهم “التخوين” و “التراجع” و “البحث عن التوظيف” و “النضال من أجل المصلحة الخاصة” وغيرها من الهراء الذي لا يستقيم الخوض فيه مع التضحيات التي بذلها هذا الجيل البطل.

لذلك ارتأيت أن أعرض بضع ملاحظات في هذا السياق

يجب على المغاربة جميعا أن يكونوا ممتنين للأساتذة المتدربين، لأنهم نبهوا الرأي العام (الذي كان غافلا تماما) عن مخاطر السياسات العمومية المتبعة في قطاع التعليم العمومي، وما يتربص بهذا القطاع من تهديدات تنوي القضاء عليه نهائيا وتفويته لصالح القطاع الخاص. ولعلها المرة الأولى التي ينخرط فيها الرأي العام بكل مكوناته وفئاته وانتماءاته الطبقية في هذا النقاش العمومي ويستوعب الوضعية الحقيقية التي يوجد عليها التعليم العمومي.

يجب على المغاربة أن يكونوا ممتنين للأساتذة المتدربين، لأنهم كشفوا لهم حقيقة الحزب الحاكم وتهافت دعواه وإفلاسه الأخلاقي، وجعلوهم يدركون بأن استغلال الدين في السياسة يفسد الدين والسياسة ويقود للطغيان والغطرسة والتعنت. ولذلك على الشعب أن يفهم بأن السياسة هي مجال تحقيق المصالح ، والأجدر بتولي الحكم ليس المتدين ولا الفقيه. بل الأكثر قدرة على تحقيق المصالح.

على المغاربة أن يكونوا ممتنين للأساتذة المتدربين، لأنهم كافحوا بوسائلهم البسيطة، وتحملوا بشجاعة ما سلطته عليهم الحكومة من قمع  وتنكيل وظلم وعدوان، وقدمو الغالي والنفيس دفاعا عن مكتسب الحق في التوظيف، ولم يوقفهم عن ذلك خوف ولا فقر ولا جوع ولا أزمات ولا بؤس ولا قمع ولا شقاء…

على المغاربة أن يفخروا بهذا الجيل البطل الذي ناضل دفاعا عن مستقبل أبنائهم وأثبت أن النضال السلمي خير وسيلة لمواجهة الطغيان والظلم وكل المخططات التي تستهدف الإجهاز على مكتسبات أبناء الشعب المغربي. ولأن الشعب قد تلكأ في دعم أبنائه هؤلاء وتركهم وحدهم (إلا قلة قليلة جدا جدا) عرضة للفقر والجوع والقمع والبؤس والأزمة والتهديد بالاعتقال والمتابعة ،فإنه لا يحق له أن يطالبهم بمواصلة المعركة حتى إسقاط المرسومين.

معركة إسقاط المرسومين مسؤولية الشعب بكامله، بما في ذلك الأحزاب السياسية والنقابات التعليمية وجمعيات المجتمع المدني والطلبة والتلاميذ. ولا أحد من الشعب يملك حق محاسبتهم أو اتهامهم أو تبخيس نضالهم.

عاش الأساتذة المتدربون

عاشت نضالاتهم السلمية البطولية

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: