إرهاب من نوع آخر، القطع مع مجانية التعليم
لحسن صغير
مما لا شك فيه أن محاربة التعليم العمومي لم تكن وليدة الساعة ،بل كانت تتجدر مع كل حكومة .فكانت كل واحدة تحاول أن توهم الشعب المغربي بإصلاحه عن طريق ريتوشات زادت من تأزم وضعيته .إلى أن جاءت حكومة الظلم والتخلف{حكومة الظلم لأنها تطاولت على مكتسبات الموظفين ،احتقرت الفقراء ،شجعت الفساد والمفسدين وانتصرت لهم .حكومة التخلف لأنها أرادت أن تحرم أبناء الفقراء من نعمة العلم وأن تقضي على المدارس العمومية.
إن النية المبيتة لهذه الحكومة المحكومة في خوصصة التعليم والقطع مع مجانية التعليم ،بدأت مع خرجات السيد رئيس الحكومة الذي قال “حان الوقت لكي ترفع الدولة يدها على التعليم والصحة ” وحين قال كذالك “أن رجال التعليم والسادة المدراء والسادة المفتشين لا يحملون هم إصلاح التعليم .وأول مابدأ به التطاول على مكتسبات رجال التعليم ،وأخد يقتطع من أجور المضربين حيث حرمهم من الإضراب الذي هو حق خوله لهم الدستور وكذالك قضية إصلاح التقاعد .ثم أتبعت بمذكرات وزارية خطيرة المحتوى ذالك أنها تشجع وبصريح العبارة العنف ضد الأستاذ والتشرميل داخل المؤسسات التعليمية العمومية .هذه المذكرات شجعت الأسر على فقدان الثقة في المدرسة العمومية ،خاصة بعد ازدياد نسبة البطالة بشكل مهول عند حاملي الشواهد العليا وما يتعرضون له من قمع وضرب .
إلا أن القضية رقم واحد على المستوى الوطني ،هي قضية الأساتذة المتدربين التي جعلت الشعب المغربي يقف قلقا حائرا، يتساءل ما مصير خيرة شبابنا الذي رفض أن تهضم حقوقه ؟ هذا الشباب الذي خرج عن المألوف ووقف متحديا وصامدا أمام كل القرارات الجائرة التي تستهدف المدرسة العمومية وأبناء الطبقة الفقيرة .وأمام تعنت الحكومة وعدم المبالاة دفعت هؤلاء الشباب إلى تنظيم أربع مسيرات ،يشهد لها بنجاعة التنظيم والقدرة على تحمل المسؤولية ،شباب أبهر الكل وكسب تعاطف كل من له غيرة على هذا الوطن ،وعلى المدرسة العمومية ،مدرسة ابناء الطبقة الفقيرة ،مدرستي الحلوة التي تغنى بها جميع تلامذة المدارس العمومية .
وفي مقابل حماس هؤلاء الشباب واندفاعهم وتشبتهم بحقوقهم ،صدم الشعب المغربي بموقف المسؤولين السلبي الذي يحاول وبكل الوسائل القضاء وتدمير أساتذة المستقبل ،كما صدم الشعب بموقف الإعلام الرسمي الذي لم يعط هذه القضية حقها بل هناك من حاول تحريف الحقائق وتشويه هؤلاء الشباب لا لشيء إلا لأنه باع ضميره مقابل اشياء لاتسمن ولاتغني من جوع.
إن هذه الحكومة المحكومة مررت جميع القرارات التي لم تستطع أية حكومة تمريرها ،فمن يضغط عليها بعد صندوق النقد الدولي والبنك العالم ؟ لذا لا نطالب فقط برحيل هذه الحكومة بل نطالب بمحاسبتها عن أية جريمة أرتكبت في حق هذا الشعب ،حتى تكون عبرة لكل من يريد تحمل المسؤولية في تسيير هذا الوطن الحبيب خاصة ونحن نعيش في بلاد الحق والقانون وحقوق الإنسان .
إنكم ياحكومة الظلم والإستبداد بقرارتكم الجائرة ،لم تكونوا يوما إلى جانب الشعب الذي أوصلكم إلى الحكومة، وها أنتم خنتم الأمانة ولم توفوا بوعدكم .فلن يرحمكم التاريخ فقد سجل غطرستكم، واستقواءكم واحتقاركم لأغلبية الشعب المغربي ،احتقرتم الطبقة المغلوبة على أمرها ،تريدون حرمان أبنائها من العلم والتعلم ،بالله عليكم ألم تخجلوا من أنفسكم ،فقد خدلتم الشعب ،وخيبتم آماله وأحلامه .فبدل الالتزام بالوعود وبما حمله حزبكم من شعارات براقة ،تحولت يا رئيس الحكومة إلى مهرج في البرلمان وفي مجلس المستشارين، متملص من المسؤولية ومنتصرا للمفسدين ،لماذا لم تراجع أجور الكبار الخيالية ومعاشات الوزراء والبرلمانيين؟
إنكم بموقفكم هذا قد كذبتم وخدعتم الشعب المغربي ،ولم تفكروا قط في الطبقة المتوسطة والفقيرة ،التي طحنتموها بإلغاء صندوق المقاصة وتحرير الأسعار .
لذا نطالب برحيلكم أولا ثم محاسبتكم ثانيا عن انتصاركم للفساد والمفسدين والتطاول على حقوق الفقراء ومكتسبات الموظفين .فمن سيرد للشعب المغربي كرامته وحقوقه؟ سؤال ربما ستجيب عنه الأيام القادمة .
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش