ملف اساتذة الغد نضج
سالم تالحوت
أستاذ باحث
ملف الأساتذة المتدربين بلغ من الوضوح ما لا يمكن الزيادة عليه، وكل ما سيكتب فيه لن يعد إلا تكرارا لما سبق. فخيار الفصل بين التكوين والتوظيف أصبح واضح السلبيات وضوح الشمس، وقضية عدم دستورية تطبيق مرسومي الفصل والتقزيم ساطعة بلوج البدر في الليلة الظلماء.
كما أن معالم الحل الجدي غدت غير خافية وتفرض نفسها بعد الإسقاط العملي لفصل التكوين عن التوظيف بتجميد قاعات التكوين، وتزايد احجام المحتجين، وتبخر ما يروج من إشاعات وتأويلات متهافتة.
فلا هي مجزوءات الدورة الأولى رصدت ولا امتحانات ولا تداريب ميدانية اجريت، ولا نتائج أعلنت… مما يعني الحاجة الى تفكير جدي والجلوس الى طاولة حوار تضع النقط على حروف قرار تربوي جريء.
إن النضج السامق يتطلب من وزارة التربية الوطنية المبادرة بعملية إنقاذية قادرة على تصفية الأجواء. ولعل ذلك التدخل الكبير سيحتاج إلى عملية مسؤولة، تشارك فيها مختلف الأطراف المعنية بمهمة التكوين بالمراكز.
فجهود الإدارة والنقابات والأساتذة الباحثين والأساتذة المتدربين… وغيرهم من الشركاء تطرح اليوم ضرورة صياغة تعاقد جديد، وإنتاج رزنامة جديدة كفيلة بإحياء مسار الموسم التكويني، وضمان تلقي الحد الأدنى من زاد تأهيل أستاذات وأساتذة الغد.
الملف الناضج لا ينتظر سوى نضج كل الفرقاء السياسيين في الأغلبية والمعارضة، وصدق الشركاء الاجتماعيين من نقابات وجمعيات، كما ينتظر نضج الصحافيين والاعلاميين والشخصيات الفكرية والإبداعية. ولاينظر أحد إلى غلبة هذا أو هزيمة ذلك، ونعتبر ديدننا كامنا في المساهمة في حلحلة الملف.
يتضح نضج الملف من خلال تزايد اعداد المقتنعين بعدالة قضية الأساتذة المتدربين، وتراجع الكثيرين من المتحمسين لتطبيق المرسومين… إلا أن النضج سيحتاج إلى تشغيل العقل الإيجابي حتى لا يحرق ويتفحم و يختم الملف بتشنجات ووسمة عار تجتر الوزارة آثارها السلبية لسنوات طوال.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش