نداء إلى أسرة التعليم، لا تخذلوا زملاءكم غدا
حضور مسيرة البيضاء يوم غد 20 مارس فرض عين
عاصم منادي إدريسي
من بين كل القطاعات الوظيفية، وحده قطاع التعليم من يوصف نساؤه ورجاله بصفة الأسرة، ولا يخفى على عاقل ما تحمله كلمة الأسرة من دلالات تحيل على الوحدة والتضامن والترابط والحنان والدفئ والاحتضان. فداخل الأسرة يتضامن الأفراد مع بعضهم ويحنون ويتآزرون إلى حد أنه لا يستطيع أحدهم أن ينام هادئا مطمئنا مرتاح البال، بينما قريبا منه يكابد قريبه ويعاني الألم وقسوة الزمن والظروف.
في الأسرة، يفرح الجميع لفرح الفرد الواحد ونجاحه ويبكون لبكائه، ويمرضون لمرضه، ويضحون لأجله، ويتنازلون عن ما لهم ليعطوه إياه، ويساندوه عندما يتعرض للظلم وينصرونه ويدعمونه بكل ما يستطيعون ليقاوم العدوان.
وعندما أسمع بصفتنا أسرة التعليم، أستحضر كل هذه المعاني والدلالات العميقة التي يحملها هذا المفهوم. ثم أستشعر مرارة الألم لأن هذه الأسرة تواجه حالة من التفكك والفئوية اللتين حطمتا أواصر الترابط والمودة التي كان يجب أن تكون عليها علاقاتنا الداخلية.
فمنذ شهور طويلة وطرف من هذه الأسرة يعاني ويتألموحيدا، و يواجه مصيرا مجهولا محفوفا بالمخاطر، ومع ذلك حافظ على صموده ورفع التحدي في وجه أحد أسوأ الحكومات وأكثرها غطرسة وتعنتا وكذبا ومراوغة، حكومة رصيدها السياسي طافح بالتضليل والمكر والالتفاف، وهذا العضو الذي يكاد يصح القول بأننا تخلينا عنه هو زملاؤنا المتدربون (ات)، ولا أنكر أنه كان هناك دعم قوي في بعض المحطات لكن هذا الدعم تراجع كثيرا في الآونة الأخيرة، وعدنا إلى الحالة الأولى حيث بدأوا وحيدين.
اليوم تصل معركة زملائنا المتدربين مراحلها الحاسمة، وبحضورنا أو بدونه سينتصرون ضد القمع والطغيان. فالواقع يؤكد أن عزيمتهم اليوم أقوى من أي وقت مضى، لكن تغيبنا عن محطاتهم وتخاذلنا عن دعمهم في لحظة الحسم، سينضاف إلى الخيبات السابقة، وسيعمق من حدة الفرقة والتشتت والأنانية، بينما سيسرع حضورنا من الاقتراب من النصر.
زملائي الأستاذات والأساتذة. لقد منحكم البرنامج النضالي الذي سيستكمل غدا بمسيرة وطنية توقيتا يناسبكم جميعا، فالمسيرة تنظم في نهاية الأسبوع حيث تكونون متفرغين جميعا، ويسهل عليكم حضور المحطة مع زملائكم المتدربين، وهي فرصة ليكفر فيها المتقاعسون منكم عن تقاعسهم والمتخاذلون عن تخاذلهم. إنه لشرف عظيم لكل واحد منكم (ن) ويسجل حضوره إلى جانب هذا الجيل البطل من الأساتذة. وهي فرصة أخيرة لتكونوا قادرين على النظر في عيونهم (ن) في الموسم المقبل، وتقولوا بجرأة لقد كنا معكم كأسرة واحدة.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش