وزارة تتبجح من فراغ…
عبد الصمد الزاهيدي
مامعنى أن تطل وزارة حصاد ببلاغ صحفي تعلن فيه ارتفاع نسبة النجاح بالباكالوريا؟
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أن عدد الناجحين الممدرسين بالتعليم العمومي والخصوصي في الدورة الاستدراكية لامتحانات البكالوريا 2017، قد بلغ 49490 ناجحة وناجحا.
وبلغ عدد الناجحين الممدرسين في التعليم العمومي والخصوصي في كلتا الدورتين العادية والاستدراكية 524 205 ناجحة وناجحا بنسبة نجاح إجمالية بلغت 65.20% مقابل 61.72% في دورة 2016، بزيادة بلغت 3.48 نقطة مائوية.
نتائج ونسب تحتاج إلى لحظات تأمل وقراءة وتحليل … أول ما يتبادر للذهن العاقل؛ كيف ارتفعت نسبة النتائج في ظل أسوأ موسم دراسي على الاطلاق؟ موسم عرف علاوة على الاختلالات الوظيفية التي يزخر بها القطاع ،محنة الأساتذة الجدد وما خلفت من تداعيات و انعكاسات، أظلت بظلالها على الجودة والزمن المدرسي. وفي ظل الخصاص المهول للموارد البشرية ارتأت الإدارة فرض اللاكتظاظ وحرمان التلاميذ من التفويج وبعض المواد..والالتجاء في آخر اللحظات للتوظيف بالعقود دون أي تكوين أو تأطير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..
عجبا!!؟ خاتم سليمان وزع على المنظومة التعليمية لتحقق بفضل مجهودات الجميع، كما تدعي الوزارة، نسبة نجاح أحسن من السنة الماضية. تحققت الأرقام كما قيل. لكن سؤال الكيف يفرض نفسه أكثر من الكم ؟ سؤال جودة المعارف والمضامين…في ظل رفات المناهج والبرامج. وسؤال حكامة القطاع على مستوى التدبير الإداري والمالي مركزيا ،جهويا و إقليميا ..حتما يحرج الداني والقاصي ..
هل أصبحت الأرقام مخرجا أساسيا لتعليمنا الوطني غاية في تفريخ الآلات؟ أليس الإنسان غاية في ذاته أم مجرد وسيلة؟ شيئًا من المكاشفة للذات العليلة بدل التبجح من فراغ… لا إصلاح بدون إرادة وطنية صادقة يتحمل الكل المسؤولية تجاهها انطلاقا من الدولة إلى المواطن الفرد.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش