هل تريدون درسا في الصمود؟

عاصم منادي إدريسي
اقصدوا أقرب مركز جهوي وستجدون أبطالا باسم الأساتذة المتدربين (ات)
لنتجاوز مشكلا صحيا، نقصد الطبيب، وعندما تتعطل سيارتنا نقصد الميكانيكي، وعندما نرغب في بناء أو تجديد جدار أو سقف نقصد البناء، وعندما يتعطل
الحاسوب أو الهاتف النقال، نقصد التقني المتخصص في الإصلاح… تبين هذه الأمثلة البسيطة أن تعلم الإنسان لفن معين أو سعيه لحل مشكلة ما يقتضي منه أن يأخذ بنصائح المتخصص والخبير.
فمن يسعه أن يعلمنا معنى الصمود والصبر؟
عندما نريد أن نحكي لأطفالنا عن قصص الأبطال نرجع إلى حكايات الصمود البطولية التي ترويها كتب التاريخ، ونتذكر الأساطير وعظماءها. لكن وللإنصاف لسنا في حاجة مجددا لهذه الرحلة الزمنية الطويلة.
ليخرج إلى أقرب مركز جهوي للتربية والتكوين، وسيجد أبطالا حقيقيين لا يختلفون عن أولئك الذين يتحدث عنهم الرواة، إلا في أنهم غير خارقين ولا يمتلكون معجزات ولا أجنحة ولا أسلحة ولا جيوش…
اقصدوا هذه المراكز، وستجدون عشرات الشباب (ات) يقدمون دروسا يومية مجانية في التضحية ونكران الذات والصبر والتحمل في وجه آلة قمعية سلطتها عليهم حكومة رصيدها الخاص هو الغطرسة والطغيان.
اذهبوا للمراكز وستجدون شبابا (ات) فقراء جار عليهم الزمن والظلم والقهر والقمع، ولكنهم أكثر الناس ثراء في التمسك بالقناعات والمبادئ ودفاعا عنها مهما كانت النتائج قاسية.
اذهبوا إلى المراكز وستجدون أستاذات تخلصوا تماما من فوبيا الخوف من رجل القمع، ولم تعد تخيفهن صيحاته وعتاده، بل أصبحن إليه كما ينظر عصفور إلى فزاعة عرف أنها فزاهة وليست حارسا حقيقيا.
تشجعوا واحضروا عرسا نضاليا لهؤلاء الأبطال، وستجدون الابتسامة تعلو ملامحهم وهم يصرخون ملء حناجرهم بينما تحيط بهم كتائب القمع وأجهزته غير هيابين ولا مبالين ولا خائفين.
قد تتساءلون عن السر الذي يجعل شابا (ة) أعزلا يقف في وجه كتيبة مدربة ومدججة بالعصي والواقيات، وعن مصدر تلك القوة التي تجعل شابة لا تتراجع ولا تخاف في مواجهة القمع العنيف. إن مصدر هذه الشجاعة هو الإيمان بعدالة المطلب ومشروعيته، وعندما يمارس المرء قناعاته، فإنه يمون مستعدا لتحمل كل النتائج في سبيل ذلك.
معذرة لكل المناضلين. لكنكم تحتاجون فعلا إلى درس في معنى الصمود والتحدي والتحمل. ووحده أستاذ متدرب (ات) من ينبغي الاستعانة به لتوضيح هذه الدلالات.
ففي زمن الانبطاح والاستسلام والخضوع والمذلة، وفي زمن الطغيان والهجوم على المكتسبات والإجهاز على الحقوق، ظهرت شعلة الأمل متمثلة في جيل من الأبطال (ات)، وبوسائل وإمكانات ذاتية بسيطة أعيوا حكومة وجهازا أمنيا مرعبا، وعلى صخرة صمودهم (ن) تكسرت كل محاولات ضرب المعركة. لكننا مسؤولون جميعا عن حماية هذه الشعلة ورعايتها ودعمها لتستمر.
الأساتذة المتدربون شعلة أمل تحتاج دعمكم وحضوركم ومساندتكم. ادعموها بالتفافكم حول الأشكال النضالية التي تخوضها. دعموها بالحضور والمساندة المادية. ثقوا أن دعمكم لهذا الجيل من المناضلين هو دفاع عن مصالحكم جميعا، وحماية لمكتسباتكم ومكتسبات أبنائكم مستقبلا.
قام بإعادة تدوين هذه على .