الأساتذة(ات) المتدربون (ات) يناضلون بالوكالة
الأساتذة(ات) المتدربون (ات) يناضلون بالوكالة دفاعا عن حق أبناء الشعب في التعليم والتوظيف والكرامة.
عاصم منادي إدريسي
” الأساتذة المتدربون يخوضون حربا بالوكالة ضد بنكيران” بهذه الطريقة علقت إحدى برلمانيات الحزب الحاكم على الاحتجاجات السلمية التي يخوضها الأساتذة المتدربون. وهو تعليق ينسجم مع موقف رئيس الحكومة الذي سبق له أن قال بأن نضالات الأساتذة المتدربين تحركه جهة معلومة في إشارة لجماعة سياسية محظورة.
وحتى نسهل المأمورية على النائبة المحترمة، فسنخبرها بالضبط عن هذه الجهات التي يناضل الأساتذة المتدربون بالوكالة عنها.
إن اتهام مسؤولي حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة ووزراءه ونائباته ونوابه وببغاواتهم على المواقع الإلكترونية للأساتذة المتدربين، بخدمة جهة سياسية ما لا تبرره إلا خيبة أملهم من الانسجام التام بين مكونات التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين التي نجحت في تذويب كل الاختلافات وتوحيد المواقف والرؤى خلف قضيتها العادلة والمشروعة والدليل على ذلك هو تغليب الأساتذة المتدربين لانتمائهم إلى التنسيقية على انتماءاتهم الإيديولوجية والسياسية والحقوقية في الوقت الذي راهن السيد بنكيران ومعه أنصاره على خلق انشقاقات وخلافات داخلية لضرب وحدة الصف الداخلي.
على النائبة المحترمة أن تعرف بأن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين أعلنت منذ ولادتها، وقوفها على مسافة واحدة من كل الحساسيات السياسية والنقابية والحقوقية، واستقلالية قرارها، واستطاعت رغم كل المضايقات والظروف الصعبة أن تحافظ على حيادها واستقلالية قرارها وتقدم للعالم نموذجا جديدا من التنظيمات الجماهيرية، الراقية شكلا والحضارية فعلا وممارسة، في وقت قياسي تعجز عنه أضخم التنظيمات السياسية الممولة بميزانيات ضخمة والمدعومة إعلاميا من طرف مؤسسات إعلامية كبيرة.
إن الجهة الحقيقية التي تقف وراء الاحتجاجات هي الانتماء الشعبي للأساتذة المتدربين. فهؤلاء الشباب (ات) يدافعون(ن) عن المدرسة العمومية ليستفيد منها أبناء الشعب المغربي وبسطاؤه. وهو ما يتعارض مع سياسات الحكومة الراغبة في خوصصة التعليم وتشويه التعليم العمومي.
الجماعة التي تحرك احتجاجات الأساتذة المتدربين على الحقيقة هي الإنسانية التي ترفض الخضوع لقوانين الطغيان والرغبة في استعباد الإنسان وسحق كرامته، هي قيم العزة والمروءة والشرف التي تدفع كل إنسان إلى مقاومة الظلم والتصدي للغطرسة.
إنها وعيهم بخطورة المشاريع التخريبية التي تسعى الحكومة الحالية إلى فرضها في قطاع التعليم العمومي ورغبتهم في التصدي لها.
على البرلمانية المحترمة أن تتذكر أنها تتحدث عن أستاذات وأساتذة يملكون من الوعي والنضج والذكاء ما أهلهم ليتولوا مسؤولية رعاية الأجيال المقبلة وإن كانوا قد اعتادوا في حزبهم على استغلال جهل بعضهم ودفعهم إلى حيث يشاؤون وتجييشهم لمختلف المهام، دون أن يجدوا فيهم رفضا ولا اعتراضا، فإن من يحتجون الآن غير ذلك. ومن المنسق الوطني حتى آخر أستاذ متدرب لاتفاوت ولا تفاضل إلا في النضال.
وعلى فرض أن هناك جهة سياسية أو نقابية أو حقوقية تقف وراء هذه الاحتجاجات، فليس عيبا على الإطلاق. لكنكم تستطيعون، وأنتم في موقع الحكم وصنع القرار، أن تفوتوا على هذه الجهة الفرصة، وتحققوا مطلبي هذه الفئة. وعندها لن يركب أحد على نضالاتها، أم أنكم لا تستطيعون !!!!
تحتاجون في حزبكم الحاكم إلى إبداع تهم أخرى غير حكاية المؤامرة الخارجية ضد سياسات حزبكم الفاشلة. لأن المغاربة أذكى من أن تنطلي عليهم هذه السخافات البليدة، فسياساتكم هي المسؤولة عن تأجيج الاحتجاجات والرفع من منسوب الاحتقان في الشارع. ولذلك نرجو أن تحترموا عقولنا وتعترفوا بمسؤوليتكم المباشرة عن تعميق الأزمة بدلا من اتهام جماعة سياسية تعتمدونها مشجبا لتعلقوا عليه فشلكم السياسي الذريع.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش