آخر المستجدات

انطلاق فعاليات المؤتمر الجهوي الأول للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بجهة فاس – مكناس

جلال محيمدات

تحت شعار “من أجل تعاقد جديد لفعل نقابي جاد ومسؤول لرد الاعتبار للمدرسة العمومية” افتتحت أشغال المؤتمر الجهوي الأول للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بجهة فاس – مكناس بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بفاس، وذلك يوم الجمعة 05 ماي 2017 على الساعة 17:30 مساء.
وقد حضر الجلسة الافتتاحية إلى جانب 175 مؤتمرة ومؤتمرا من أقاليم مكناس، تازة، فاس، ميسور، إفران، الحاجب، تاونات، مولاي يعقوب وصفرو كل من الكاتب الوطني الأخ عبد العزيز إوي وأعضاء المكتب الوطني وممثلي الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والإعلامية والجمعوية وثلة من الضيوف والرموز الذين قدموا خدمات جليلة للنقابة.
وقد جاءت أشغال هذه الجلسة الافتتاحية كالاتي:

  • كلمة ترحيبية قدمها مسير الجلسة الأخ احميدة نحاس عضو المكتب الوطني الذي أشار إلى عنوان الدورة “دورة المرحوم الفاضل الفوال” والذي هو في العمق وفاء لأرواح المناضلين والمناضلات ثم دعا إلى قراءة الفاتحة ترحما على أرواح مناضلات ومناضلي النقابة الذين فارقونا، ثم رحب بالحضور الكريم كل بصفته فذكر بالسياق الأساسي الذي ينعقد فيه المؤتمر الجهوي والذي يتجلى في تفعيل المخطط الاستراتيجي للنقابة في إطار استكمال الدينامية التنظيمية من خلال تجديد هياكل الفروع والأقاليم والجهات في أفق عقد المؤتمر الوطني الحادي عشر والسياق العام الذي يتجلى في ظروف تعيين الحكومة الجديدة بعد تعثر دام لشهور، كما أشار للمراسلات والمكالمات التي تلقاها المكتب الجهوي من باقي الجهات مفادها متمنيات النجاح لأشغال المؤتمر.
  • كلمة المكتب الجهوي واللجنة التحضيرية استهلها الكاتب الجهوي الأخ عبد العزيز اعبيزة بشرح الشعار الذي اختير للمؤتمر الجهوي الذي له دلالته الوجدانية بالمدرسة العمومية في تكوين المواطن من خلال العرض التربوي التعليمي للحاضر والمستقبل كما أنه شعار مرتبط بالسياق العام الذي تعيشه المدرسة العمومية في ظل ظروف سياسية واجتماعية ونقابية متسمة بالاختناق والتوتر، كذلك شعار المؤتمر له دلالة المستقبل إنه رهان الفعل النقابي الجاد والمسؤول في الدفاع عن المدرسة العمومية جهويا وإقليميا تزامنا مع التقسيم الجديد للجهات والصلاحيات الكبرى المفوضة للأكاديميات بشأن تدبير قطاع التربية والتكوين. ثم عرج على السياق الذي ينعقد فيه المؤتمر الجهوي المتمثل في الوضع الاجتماعي المقلق والمتسم بالاحتقان نتيجة سياسة الحكومة المنتهية ولايتها حيث استهدفت المكتسبات الاجتماعية وجمدت الحوار الاجتماعي والقطاعي على السواء وضربت حق الإضراب بالاقتطاع من الاجور دون سند قانوني، وفرضت تصورها الأحادي لمراجعة نظام التقاعد مستغلة في ذلك التفكك النقابي وانعكاساته على الفعل النضالي والتنظيمي وخلق تنسيقيات بغية بلقنة المشهد النقابي وضرب التنظيمات الجادة، والوضع السياسي الذي طرح من جديد جدلية وعلاقة السياسي والنقابي، وعن الوضع التعليمي، فقد عرف تفاقم أزمة الخصاص في الموارد البشرية والاكتظاظ وبالتالي اللجوء إلى الحلول الترقيعية مشيرا إلى دواعي وأهداف عقده، سعيا من خلاله إلى مأسسة عملنا النقابي لمدة أربع سنوات قادمة، كما طرح مجموعة من التوصيات لتطوير الهياكل التنظيمية وتحديثها بمنطق الحكامة الجيدة ووضع تصور جديد لكيفية تجاوز العوائق التنظيمية والنقابية المتمثلة في حالة الغضب والقلق السائد تجاه الحركة النقابية في القطاع التي تؤدي إلى نوع من العزوف عن الانتماء النقابي كما أكد في ختام كلمته على العمل على تقوية أدائنا التواصلي مع الشغيلة التعليمية، لما له من أهمية في استعادة منظمتنا لإشعاعها وتأكيد حضورها وإبراز مواقفها داخل المشهد النقابي المغربي.
  • كلمة المكتب الوطني قدمها الكاتب الوطني الأخ عبد العزيز إوي مستهلا إياها بتحية الحضور بمختلف أطيافهم وصفاتهم وكل نساء ورجال التعليم الذين يحملون رسالة مقدسة ونزيهة، ولأنها في عمقها لا تقاس بمال ولا بمقابل، لأنها تنتشل أجيالا كاملة من الجهل والتهميش وتعطيهم مفاتيح المستقبل، لذلك كانت دوما مهنة محترمة. لكنها في السنوات الأخيرة فقدت كثيرا من قيمتها الاعتبارية وقيمتها الاجتماعية، لذلك فالحركة النقابية تناضل من أجل أن تبقى للمدرس كرامته ومكانته الاجتماعية لأنه يقدم أكبر خدمة وهي القضاء على الأمية والجهل وفتح آفاق المعرفة للجميع. بعدها أعلن باسم النقابة الوطنية للتعليم عن التضامن اللامشروط مع نضالات شعبنا الفلسطيني، كما ذكر بالسياق الذي ينعقد فيه المؤتمر الجهوي الأول لجهة فاس – مكناس، بعد مخاض عاشته بلادنا لأكثر من خمسة أشهر. انتهى بإعفاء رئيس الحكومة المعين السابق وتعيين رئيس جديد للحكومة، الذي تمكن من تكوين أغلبية حكومية، وانتهى بمصادقة البرلمان على التصريح الحكومي ومعه المصادقة على الحكومة، وعليه فالحكومة الحالية تجد نفسها في مواجهة ملفات عديدة ومعقدة بفعل الانعكاسات الكارثية لسياسة الحكومة السابقة على عدد من الملفات خصوصا الاجتماعي منها، فعلى الصعيد الاقتصادي يعاني الاقتصاد الوطني من تراجع في النمو ومع ما لذلك من انعكاس على مستوى التشغيل، حيث عرفت البطالة ارتفاعا ملموسا، وعلى المستوى الاجتماعي، بدأت أطراف حكومية سابقة تعترف بأن الإجراءات المقياسية التي اتخذتها الحكومة السابقة غير مجدية، وأصبح من الضروري إعادة النظر في العديد من الملفات منها التقاعد، المقاصة، قانون النقابات والاضراب، مدونة الشغل، تحسين الدخل في ظل غياب نية الزيادة في الأجور… وعلى الصعيد التعليمي، اعترفت الحكومة أخيرا على لسان وزير التربية الوطنية الجديد باستحالة نجاح أي إصلاح دون حل معضلة الخصاص في الموارد البشرية وتخفيف الاكتظاظ في الأقسام، وتأتي الإجراءات الاستعجالية للسيد وزير التربية الوطنية الجديد تؤكد صحة طرح منظمتنا ومعها باقي النقابات، فقد أخبر السيد الوزير، بأن الوزارة ستوظف بشكل استثنائي 24.000 موظف على صعيد الأكاديميات، كما التزم بالعمل على تخفيف الاكتظاظ بالأقسام ابتداء من الدخول المدرسي المقبل في أفق القضاء النهائي عليه، مع أن مشكل الجودة سيظل مطروحا نظرا لأنه سيتم توظيف هذا العدد من المدرسين دون أي تكوين، آملا أن يساهم هذا الجيل الجديد من الموظفين في تحرير عدد هام من نساء ورجال التعليم الذين حكمت عليهم الحكومة السابقة والوزارة معها بالبقاء رهائن في القطاع رغم المعاناة الصحية لعدد منهم وعدم قدرة عدد آخر على تحمل أعباء ومعاناة المهنة، وسبق لهم أن تقدموا بطلبات تقاعد نسبي لكنها قوبلت بالرفض. مؤكدا على أن مظاهر أزمة المنظومة تتعدد وتتفاقم ويؤدي نساء ورجال التعليم ثمن انعكاساتها من صحتهم وتدهور ظروف عملهم، وأصبح ذلك جليا بما لا يدع مجالا للشك بمناسبة الندوة الوطنية التي عقدتها النقابة الوطنية للتعليم حول الأمراض المهنية التي تم تنظيمها في شهر أبريل الماضي، بعدها انتقل الأخ الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم إلى وضعية القطاع، معتبرا أن من مفاجآت هذه الحكومة هو تعيين وزير الداخلية السابق وزيرا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الذي يدرك وقع ذلك على مخاطبيه النقابيين لذلك سارع في أول لقاء معهم، إلى طمأنة النقابات بالعبارات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام لتوضيح منهجية عمله في القطاع التي تعتبر أن النقابات شريك في المنظومة. وعن جولة الحوار القطاعي الذي تم بوزارة التربية الوطنية بين السيد الوزير والنقابات التعليمية، أكد الأخ الكاتب العام على أن اللقاء جاء في سياق الرسالة التي وجهها التنسيق النقابي الثلاثي، تذكره بالمذكرة المطلبية المشتركة التي تم رفعها للسيد وزير التربية الوطنية السابق بمناسبة إضراب 23 مارس 2017 والتي تضمنت عدة مطالب تعليمية بقيت عالقة لسنوات ومن بينها ملف الأساتذة المتدربين وملف المدراء سواء خريجي المسلك أو الممارسين وملف ضحايا النظامين وملف المساعدين التقنيين والمساعدين الإداريين وملف الأساتذة العاملين خارج إطارهم الأصلي وملف الأساتذة المبرزين وملف التخطيط والتوجيه وملف المتصرفين والدكاترة وملف الأساتذة المجازين وملف النظام الأساسي الذي أجلت الوزارة السابقة بمقتضاه معالجة كافة المشاكل العالقة بدعوى معالجتها ضمن النظام الأساسي الجديد، وكان اللقاء بالوزير فرصة لنا لتذكيره بهذه الملفات من جديد، وبهذه المناسبة، سجل الأخ عبد العزيز إوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، إلتزام السيد الوزير بالتعاون الإيجابي مع المطالب التعليمية ودراستها وتقديم الحلول في أقرب الآجال، كما أشار إلى دواعي عقد هذه المؤتمرات الجهوية في ظل تفويض مجموعة من الاختصاصات للأكاديميات وفي إطار تفعيل وتنزيل الجهوية الموسعة وبالتالي كان لزوما خلق جهوية نقابية تقتضي أكثر التعرف على المشاكل اليومية لنساء ورجال التعليم بحكم أن أولويات منظمتنا تتكاثر وعلى رأسها تحدي الدفاع عن المدرسة العمومية، وفي الختام أكد الأخ عبد العزيز إوي على أن وحدة الفعل النقابي هي واجب على كل التنظيمات النقابية، من أجل ضمان حماية ناجعة لمصالح نساء ورجال التعليم، لأننا لا نتحالف لأننا نحب بعضنا، ولكن لأننا نمارس في ميدان واحد، ونواجه خصما واحدا، وندافع عن مصالح واحدة، هي مصالح نساء ورجال التعليم، وهذا وحده كاف ليفرض علينا كمكونات نقابية وحدة الفعل النقابي، لذلك فإننا إذ نحيي إخوتنا في التنسيق النقابي، ندعو باقي مكونات الطيف النقابي للانضمام إلى هذا التنسيق، لأنه يقوي أولا وأخيرا كافة المأجورين في القطاع في معركتهم، من أجل حقوقهم وتحسين أوضاعهم المهنية والمادية والبيداغوجية، كي يقوموا بمهامهم في أحسن الظروف.
  • وتجسيدا لثقافة الاعتراف وفي جو حميمي تم تكريم العديد من الإخوان على رأسهم الأخ محمد بومهدي، عبد القادر حمورو، الناجي امحمد، حسن الزراغني، محمد قناب، أحمد العماري، محمد زوبا ومصطفى ازرواطي والذين قدموا خدمات جليلة للنقابة وتتلمذ على يدهم الكثيرون لترسيخ الفعل النقابي النبيل.

واختتمت أشغال هذه الجلسة الافتتاحية بوصلات فنية رائعة في الفن الملتزم، ضخت كثيرا من الحماس في الحضور من إلقاء الفنانين صلاح الطويل وعبد الرحمان صدوق.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: