آخر المستجدات

رسائل الفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى من يهمه الأمر

إبراهيم براوي

في إطار استعداداته لمحطة فاتح ماي، والتي تخلدها الفيدرالية الديمقراطية للشغل تحت شعار: “من أجل مقاومة مسلسل التراجعات وتحصين المكتسبات”، عقد الاتحاد الجهوي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء تجمعا تعبويا مساء يوم الأربعاء 26 أبريل 2017 بالمقر المركزي للمنظمة بالدار البيضاء، شهد حضورا متميزا للأخوات والإخوة أعضاء المكاتب الإقليمية لقطاعات التعليم المدرسي والعالي، والصحة، والعدل، والبريد، والاتصالات والتجهيز والأرصاد الجوية والملاحة وسيارات الأجرة ومدينا بيس وسوق الجملة وريكاميد والسكك الحديدية والكهرباء العامة.
قام بتسيير اللقاء الأخ محمد لشقر كاتب الاتحاد الجهوي الفيدرالي بالدار البيضاء، وبتأطير من الأخ عبد الحميد فاتيحي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل؛ وإلى جانبه الأخوان عبد الكريم الجولي ومحمد أمين السملالي عضوي المكتب المركزي، وعبد الرحيم كاظم وعبد اللطيف طوس عضوي الاتحاد الجهوي.
وفي كلمته التمهيدية تطرق الأخ محمد لشقر إلى أن فاتح ماي هو مناسبة للدفاع عن موقفنا من القضايا الكبرى التي تشغل بال الطبقة العاملة واستنكار كل الإجراءات التي قامت بها الحكومة المنتهية ولايتها والتراجع المخيف الذي مارسته على مكتسبات الطبقة العاملة، وهو مناسبة أيضا لبسط موقفنا من بعض القضايا الأخرى كالقوى المحافظة المبنية على أساس ديني والتي تستعمل أشكال البر والإحسان لجلب الفئات الاجتماعية الهشة، وسبل الحفاظ على العيش الكريم وزرع بذور الأمل لدى المواطنين، وطرح تصوراتنا كفيدراليين وفيدراليات لمعضلة البطالة والصحة والشغل والتعليم وغيرها من القضايا الاجتماعية كالمساواة بين الرجال والنساء وأشكال التمييز ضد النساء خاصة لدى المرأة العاملة وما تتعرض له من تضييق وتحرش في حقوقها وأجرتها وكرامتها. كما أكد على أن هذا اللقاء هو مناسبة للتواصل مع الأخ عبد الحميد فاتحي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في جميع قضايانا بكامل الحرية لأننا هنا في الفضاء الحقيقي لطرح قضايانا التنظيمية وآفاق العمل وكيفية التعامل مع الحكومة الجديدة. كما ألح في كلمته على التميز في الساحة بخطاب فيدرالي موحد للتواصل والإجابة على تساؤلات المواطنين، وشرح الصعوبات التي مرت بنا منذ سنة 2010 حيث تم التحامل على الفيدرالية الديمقراطية للشغل من طرف الحكومة وبعض النقابات ووزارة الشغل بتزوير الانتخابات لأننا لم نخضع للمساومات وكنا سباقين للاحتجاجات والإضرابات مما سبب حرجا كبيرا لبعض النقابات والحكومة، مع التركيز على النقط الثمانية بنداء فاتح ماي.
وفي مستهل عرضه حيى الأخ فاتيحي كل الفيدراليات والفيدراليين من جميع القطاعات وشكر الاتحاد الجهوي لمدينة الدار البيضاء على إتاحته هذه الفرصة مع المجلس الفيدرالي في عشية احتفالات فاتح ماي مشددا على أن الدار البيضاء هي من تحتضن وستبقى للتظاهرة المركزية لرمزيتها كمدينة عمالية مناضلة والقلب الاقتصادي النابض لبلادنا وأيضا لأنها تزخر بمناضلين ومناضلات في جميع القطاعات وبدون استثناء من خيرة الكفاءات النقابية والذين قلبهم على المنظمة، لذلك ففاتح ماي لهذه السنة وكما السنة الماضية ستنظم بساحة بوندونع، متمنيا أن تكون تظاهرة فاتح ماي هذه السنة تظاهرة ناجحة بكل المقاييس من حيث الحضور والتنظيم وأن يكون خطابنا خطابا مسؤولا تقدميا، وحداثيا يلتقي مع طموح وانشغالات الطبقة العاملة المغربية والشغية المغربية بصفة خاصة.
ففاتح ماي لهذه السنة يأتي في سياق الثقة التي حضيت بها الحكومة لتدبير الشأن العام وتدبير مصير المغاربة لأربع سنوات ونصف القادمة، والتي سوف لن نحكم عليها من المنطلق، لكن سنرفع لها مطالبنا وسنناضل من أجل أن ننتزعها.
بعدها قام بتشخيص لوضعية العمال والأجراء والموظفين والمستخدمين بعد ولاية الحكومة السابقة. هذه الحكومة التي جاءت في سياق الحراك المجتمعي والمعروف بحركة 20 فبراير، الذي فتح أمالا كبيرة بالنسبة للمغاربة معتقدين أنه بعد خطاب الملك ليوم 9 مارس 2011 وبعد دستور 29 يوليوز 2011 أننا فتحنا الآفاق للمغاربة لنخلق الشروط الضرورية لتكريس القيم الديمقراطية، لخلق التراكمات حتى نحقق الانتقال الديمقراطي المتعثر منذ 20 سنة، ويأخذ مساره الطبيعي والصحيح، واعتقد المغاربة آنذالك والشغيلة المغربية وهي جزء أساسي من هذه المكونات أن الحقوق والحريات في بلدنا ستوسع واعتقد المواطنون والمواطنات أن الحكومة التي جاءت بعد دستور 2011 ستفتح المجال لتقوية القدرة الشرائية للمغاربة، وتحسين وضعهم المادي ووضعهم المهني وأن هذه الحكومة ستبني علاقات مؤسسية مبنية على الاحترام المتبادل مع المؤسسات الوطنية سواء السياسية أو الاجتماعية، واليوم ـ يضيف فاتيحي ـ عند الوقوف على الحصيلة نرى أنه على مستوى القدرة الشرائية، قد تضررت فباستتناء اتفاق 26 أبريل 2011 في الوظيفة العمومية والاتفاقات القطاعية والتي عرفت بعض الزيادات في الأجور، لكن الأكثر ايلاما أن هذه القدرة الشرائية طوال خمس سنوات تعرضت للتخريب والهدم، إذ تم إضعافها من خلال إصلاح صندوق المقاصة، برفع الدعم عن المحروقات، والإصلاح الضريبي على القيمة المضافة انعكس على المواد الأساسية والتي يؤديها المستهلك، وكل الإجراءات أضرت بالقدرة الشرائية، واليوم ونحن في هذه المرحلة رغم الحركات الاحتجاجية التي قامت بها المركزيات النقابية سواء بتنسيق أو كل مركزية على حدة، أو القطاعات لم تنتزع من خلالها ما يمكن أن يحسن القدرة الشرائية للمأجورين، فقامت الحكومة بإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد، في حين لم تفكر نهائيا في الصناديق الأخرى لا الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ولا النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد ولا الصندوق المهني المغربي للتقاعد والذي يمنح معاشات هي عنوان للفقر لمجموعة كبيرة من المتقاعدين، وأن المستهدف الوحيد من كل هذا هو القدرة الشرائية وإضعافها رغم الحركات الاجتماعية لم يتم انتزاع ولو اتفاقا واحدا أو إجراءا واحدا لصالح الشغيلة المغربية، بعكس الحكومات السابقة كيفما كان حجم الخلاف معها وكيفما كانت الانتقادات الموجهة لها فقد تم التوصل معها إلى اتفاقات اجتماعية، اتفاقات كيفما كان الحال أعطت بعض المكتسبات.
واليوم ـ يضيف الأخ فاتيحي ـ في عهد حكومة جديدة، المؤشرات العامة لا السياسية ولا الاقتصادية ولا الاجتماعية لا تعطي الأمل الكبير في هذه الحكومة، فمحطة فاتح ماي لهذه السنة تبتدئ مع التنصيب البرلماني للحكومة لذا فالإشارات الواجب إعطاؤها للحكومة فمناسبتها هي فاتح ماي.
بالنسبة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، فالإشارة الأولى ليست للحكومة فقط، بل للطيف النقابي الآخر ولوسائل الإعلام، ولخصومنا والذين حاربونا وجزء من الحكومة السابقة والذي ساهم بشكل كبير في خلق التوتر داخلنا.
أن يكون تجمعنا يوم فاتح ماي بالدار البيضاء، تجمعا قويا أن تكون مسيرتنا مسيرة قوية، أن نكون منظمين ومتلاحمين. قطاعات، نساء ورجالا فيدراليات وفيدراليين.
الإشارة الثانية للحكومة وللمؤسسات التي نشتغل بها، أن الفيدرالية من خلال حجم تظاهراتنا وشكلها وخطابنا، أنها بخير وقادرة على الدفاع على قضايا وهموم ومشاكل ومطالب منخرطيها والمتعاطفين معها، والرسالة تصل من خلال القوة، كما أكد على أن هذه التظاهرة تأتي قبل مقاربة الحكومة للملف الاجتماعي، ويجب على الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار أن هناك فعل نقابي موجود في الساحة، فعل نقابي قوي، وله وجود وامتدادات وله رجالاته ونساؤه، لذا فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، مسؤولية كبرى، ونحن كفيدرالية بالذات، فالمركزيات الأخرى ليست مثلنا لأنها لم تتعرض لما تعرضنا له من مخططات التدمير والهدم ولها أفق وتوجه آخر، ونريدها أن تبقى قوية حتى تكون الرسالة المشتركة: أننا أقوياء جميعا، لكننا نحن كفيدرالية لدينا وضع خاص، لذا فرسالتنا الأولى هي، عودة الفيدرالية إلى الساحة كما كانت وأكثر، والأفق الذي سيفتح أمامنا سيساعدنا لتطوير تنظيماتنا وأدائنا، وعلاقاتنا وتطوير أشكال نضالاتنا واحتجاجاتنا ومطالبنا.
المهم بالنسبة لنا من خلال فاتح ماي هذا ليس هو توزيع النداء فقط، فكل قطاع عليه تحمل مسؤوليته مع مناضلاته ومناضليه وإقناعهم وتجنيدهم بأن حضور تظاهرة فاتح ماي ضروري لإبراز القوة، وتجسيد التزاماتنا المشتركة وأن لدينا نفس التفكير والتوجه ونفس الإحساس باللحظة لأنها لحظة مفصلية، فإما أن نكون أقوياء أو لا نكون نريدها قوية لنكون حاضرين في الحوار الاجتماعي، وقد تتبع الرأي العام أن وزير الشغل زار المقر المركزي، واجتمع بنا كمركزية، ووزير الوظيفة العمومية سيزورنا في الأسبوع المقبل، فقوة الحضور في الصورة، وهي صورة جميلة في هذا المجلس، ولما ستنزل هذه الصورة بالفيسبوك، ستؤكد أن الفيدرالية متلاحمة وستستعيد عافيتها، ـ يقول فاتيحي ـ وغذا في التظاهرة نريد صورة مثل هذه الصورة لأنها هي التي ستسوق إذا، رجاء نريد أن نفرح كبقية الناس، رجاء أن نتعاون من أجل الفرح، من أجل أن نعانق بعضنا البعض، إننا أعدنا للفيدرالية توهجها وأعطينا للفيدرالية الأفق الضروري والذي يستحق، هذه منظمتنا ونحن المسؤولون عنها جميعا، كل من موقعه.
موعد فاتح ماي موعد نراهن عليه كثيرا وليس بالسهل، لذلك فلنعمل جميعا ابتداء من اللحظة أن نجعل من هذه المحطة أن تبقى مسجلة في تاريخ الفيدرالية، اليوم مطالبنا متعددة ولا يمكن أن نستمر في هذه الوضعية والقدرة الشرائية تضررت بشكل كبير، خاصة وأن التصريح الحكومي، تصريح النوايا الطيبة، فلم يأت بآليات وليس به تفاصيل. فماذا سنعطي لهذه الطبقة العاملة؟؟؟ فمشروع قانون المالية لسنة 2017، والذي سيعرض على مجلس النواب ليس به أي إجراء، فهل سنبقى صامتين؟؟؟ لا، لقد حان الوقت لنسمي الأشياء بمسمياتها، لا يمكن إذا كانت فينا الثقة أن نبقى دون التعبير عن ما يعتمل بصدور هذا الجزء من الشغيلة التعليمية التي نمثلها، اليوم واجب طرح مطالب تحسين الدخل، وله عدة مداخل، الزيادة في الأجور، إعادة النظر في النظام الضريبي، إعادة النظر في التكاليف الاجتماعية، إعادة النظر في شروط السكن الاجتماعي، إذا توفرت الإرادة السياسة لدى الحكومة لذلك فنحن كفيدرالية ديمقراطية للشغل مستعدون ومع إخواننا في القطاعات التي تريد أن تدافع عن حقها أن تناضل من أجل أن تنتزع مطالبها فنحن كمركزية معها وسنساندها، ولكن المنطلق هو فاتح ماي، ففاتح ماي لهذه السنة هو من سيوحد رؤيتنا للمستقبل، تجاه الحكومة، تجاه المؤسسات والإدارات التي نشتغل بها، وتجاه الإعلام، ونريد أن نوجه رسالة مهمة للإعلام، وقد تتبعنا كيف تعامل معنا الإعلام بكل أصنافه الرسمي العمومي، مرة بالتبخيس، ومرة بالتجاهل، مرة بالتشويه، وكيف تعامل معنا بعض الإعلام المكتوب المغرض سواء الورقي أو الإلكتروني بشكل خبيث، والإعلام الذي ساندنا في مراحل معنية من تاريخنا كفيدرالية، هذه الأصناف من الإعلام، نريد أن نرسل لهم هذه الصورة الجميلة، الصورة الإيجابية على مركزيتنا ومحتواها هو فاتح ماي، ونريد من أخواتنا وإخواننا في القطاعات أن يبذلوا مجهودا استثنائيا، نحن نعرف التضحيات التي تقومون بها، لكن هناك إخوة آخرون بقومون بتضحيات مزدوجة بالتنقل إلى المدن التي تقام بها الاحتفالات ماديا ومعنويا.
ومؤمن ومقتنع بأن الإخوة والأخوات لهم القدرة على الإقناع من أجل أن نجعل من محطة فاتح ماي محطة تاريخية.
كل قطاع له آلياته في الاشتغال لكن تحت إشراف الاتحاد الجهوي لتأطير هذه العملية في الحضور والتنظيم، فالطبقة العاملة سقت الأرض بدمائها بشهدائها عبر العالم وهذا ما يوحد الشغيلة عبر العالم، لنقول أن الشعب المغربي يؤمن بهذه الفكرة الكونية الإنسانية، هذا مشترك ندافع عنه، خلقته البشرية بالتضحيات والدموع لذلك، نحن كمغاربة عانينا خلال السبعينات حين كان ممنوعا علينا الخروج إلى الشارع، في حين اليوم الشارع مفتوح ولكن هل نستطيع تأثيته وأن نجعل منه مسرحا للتعبير عن مطالبنا وشعورنا وقضايانا وعلى سخطنا على أوضاع ليست في مصلحة الطبقة العاملة.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: