الوقاية من المخاطر المهنية بقطاع التعليم

في خضم الاستعداد للندوة الفكرية في موضوع: “الوقاية من المخاطر المهنية بقطاع التعليم” التي تعتزم النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل تنظيمها بشراكة مع كلية الطب والصيدلة – جامعة الحسن الثاني، يستضيف الموقع الإلكتروني للنقابة الوطنية للتعليم، الأخ محمد زعتري عضو الفريق التربوي، ومنسق دائرة الدراسات والبحث التربوي للنقابة الوطنية للتعليم، وعضو مجلسها الوطني، قصد تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم والذي يكتسي صبغة خاصة كونه يهم شريحة مهمة من الأطر الفاعلة والمؤثرة في المجتمع، لما لها من دور حيوي ورائد في مجال التربية والتعليم، وخصوصا في ظرفية الإصلاح الذي تعتزم الوزارة مباشرته.

السؤال الأول:

تنظم النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) ندوة في موضوع: “الوقاية من المخاطر المهنية بقطاع التعليم” ما هو السياق الذي تنظم فيه هذه الندوة؟

جواب: تنظم النقابة الوطنية للتعليم هذه الندوة بشراكة مع كلية الطب والصيدلة جامعة الحسنII بالدارالبيضاء، ويأتي انعقاد هذه الندوة في إطار الاستعداد والتهيئ لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر “11”. وموضوع الوقاية من المخاطر المهنية بقطاع التعليم، هو موضوع أساسي من بين مواضيع مشروع مقرر السياسة التعليمية. إذ ارتأت لجنة السياسة التعليمية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية الوطنية، عقد هذه الندوة لتسليط الضوء على الموضوع، ونفض الغبار على المسكوت عنه، هذه الأمراض المهنية التي تعد طابوها في المغرب، كما أن الموضوع يشغل باب مناضلات ومناضلي النقابة الوطنية للتعليم ويستأثر بالاهتمام لما له من انعكاسات وآثار سلبية خطيرة صحية ونفسية وجسدية على نساء ورجال التعليم، وله كلفة اقتصادية، وأن الحكومة والوزارة الوصية على القطاع لا تعترفان بعدد من الأمراض المهنية التي تصيب نساء ورجال التعليم ولها انعكاسات على الإصلاح.

السؤال الثاني:

هل من توضيح حول موضوع الأمراض المهنية، وما القصد؟

جواب: اسمحوا لي أن أوضح أولا أن الموضوع يهدف إلى التعريف بالمخاطر المهنية التي يتعرض لها العاملون بقطاع التعليم سواء تعلق الأمر بالتعليم المدرسي. أو التكوين المهني أو التعليم العالي، وثانيا يعتقد الكثير من الناس أن مهنة التعليم مهنة سهلة ومريحة… وهي أقل المهن التي يتعرض العاملون بها إلى أمراض. وهو خطأ شائع، بل على العكس من ذلك، إذ تشير الكثير من الأبحاث الطبية والتربوية أن مهمة التعليم من أكثر المهن التي يتعرض العاملون بها إلى أمراض مختلفة وهذه الأمراض تصنف إلى صنفين:
أمراض عضوية وهي التي تصيب أعضاء من جسم الإنسان مثل ضعف البصر، والضغط السكري، وأمراض القلب والشرايين، والربو، وآلام الرقبة والمفاصل والتهاب الأحبال الصوتية، والتهاب الحنجرة والحلق وأمراض الغدة الدرقية والصداع والقولون…
أمراض نفسية كالتوتر والإجهاد العصبي الذي له تأثيرات خطيرة وهناك الإحباط والاكتئاب، والقلق والاضطراب، والانطواء والانعزال والنسيان…
وتجدر الإشارة إلى أن الستريس Stess الذي يعد آفة العصر القاتلة له عوامل متعددة يعاني منه نساء ورجال التعليم، ومن خلاله يمر المريض من ثلاث مراحل، مراحل الإنذار، ثم المقاومة، وأخيرا مرحلة الانهيار.

السؤل الثالث:

ما هي الرسائل التي تودون تمريرها من خلال هذه الندوة؟

الجواب: يمكن القول بأن هناك ثلاث رسائل نود بعثها إلى الحكومة والوزارة الوصية على قطاع التعليم، وإلى نساء ورجال التعليم، وإلى المنظمات الفاعلة في الحقل التربوي.
الرسالة الأولى هناك فراغ قانوني إذ لا تعترف الحكومة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ولا وزارة التعليم العالي بالأمراض المهنية التي يعرفها قطاع التعليم والتكوين ففي الوقت الذي نص فيه الدستور على السلامة الجسدية والمعنوية للشخص في الفصل 22 الفقرة الأولى والفقرة الثانية:
ف1: “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص في أي ظرف ومن قبل أي جهة كانت خاصة أو عامة”.
ف2: “لا يجوز لأي أحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة معاملة قاسية، أو لاإنسانية، أو مهينة أو حاطة بالكرامة الانسانية”
مما يفرض على الحكومة ملأ هذا الفراغ القانوني .
الرسالة الثانية: رسالة تحسيسية موجهة إلى نساء ورجال التعليم، وجعلهم يدركون خطورة الأمراض المهنية أو المخاطر التي قد يتعرضون لها ولها انعكاسات خطيرة على حياتهم وعلى وسطهم العائلي، وآثارها النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وسبل الاحتياط واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الممكنة.
الرسالة الثالثة: دعوة الفاعلين في الحقل التربوي إلى إيلاء الاهتمام لهذا الموضوع وتنظيم المزيد من الندوات والبرامج التوعوية لما لها من نتائج إيجابية للحد من خطورة الأمراض لارتباطها بالمدرسة والجامعة والحقل الاجتماعي على العموم.

أجرى الحوار: إبراهيم براوي