“التعليم الجيد مدخل لتمكين المرأة وضمان لاستقلاليتها”، موضوع ندوة الرباط
عائشة التاقي
تخليدا لليوم العالمي للمرأة وتحت شعار: “من أجل مشاركة نسائية فاعلة في الشأن التعليمي والنقابي” احتضنت قاعة الندوات بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (جهة الرباط- سلا – القنيطرة) بتاريخ 18 مارس 2017، أشغال ندوة فكرية حول موضوع “التعليم الجيد مدخل لتمكين المرأة وضمان لاستقلاليتها” التي نظمتها دائرة المرأة الوطنية بتنسيق مع المكتب الوطني، وأطرتها كل من الأستاذة خديجة شاكر والأستاذة عائشة لخماس وحضرها إلى جانب مناضلات ومناضلي النقابة الوطنية للتعليم ممثلتين عن وزارة التربية الوطنية والتكوين، السيدة وفاء التويول رئيسة مصلحة الصحافة بقسم الاتصال وسعيدة قرطيط عن مصلحة التقاعد بمديرية الموارد البشرية.
استهلت أشغال اللقاء بكلمة ترحيبية باسم المكتب الوطني ألقاها الأخ عبد العزيز كضار موجها الشكر لمدير الأكاديمية وللطاقم المنظم للندوة والمكتب الجهوي –الرباط –سلا –القنيطرة والمكاتب الإقليمية بالجهة.
كما تناولت الكلمة الأخت عائشة التاقي منسقة دائرة المرأة، أكدت من خلالها على الدور المحوري للمدرسة في تمكين المرأة من أدوات أساسية لتحقيق استقلالها الاقتصادي والخروج من دائرة التهميش والهشاشة إلى دائرة الاندماج الفعلي والتفاعل الإيجابي داخل المجتمع، مذكرة بحصيلة عمل دائرة المرأة الذي لا يقتصر على القضايا المطلبية بل يمتد ليشمل القضايا التربوية والمشاكل الخاصة بنساء القطاع وخاصة العاملات بالوسط القروي، توجت بصياغة ملف مطلبي يعكس خصوصية مشاكل المرأة في قطاع التعليم وينسجم والدور الذي تقوم به المنظمة في تطوير الواقع التعليمي بكل أبعاده المهنية والاجتماعية، عبر نضال وخطاب لا يتماشى والطابع النخبوي السائد في بعض الملتقيات والمحافل المناسباتية، بل يتعداه إلى تحقيق نقلة نوعية من زاوية تناول القضية النسائية في قطاع التعليم.
ومن جهتها عبرت الأستاذة خديجة شاكر عن امتنانها بالمشاركة في أشغال هذه المائدة المستديرة من خلال عرض تطرقت فيه لمراحل تحديد مفهوم التمكين والذي برز في المحافل النسائية على المستوى العالمي منذ الستينيات من القرن الماضي؛ حيث ارتبط ظهوره بالحركات الاجتماعية المنادية بالحقوق المدنية والاجتماعية للمواطنين، واستخدم مصطلح التمكين بعدة معاني، في عدة مجالات كالاقتصاد، والعمل الاجتماعي والسياسي وكذلك في التنمية. ليصبح جليًّا في مؤتمر بكين +10، ويستقر على مفهوم “أن تأخذ المرأة فرصتها في التنمية”. وربطت المتدخلة بين التعليم الجيد وتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتقوية قدراتها من أجل تحقيق التنمية المستدامة من خلال إدراكها للأدوار المنوطة بها كشريك أساسي في العملية التنموية تتمتع بكامل حقوق المواطنة وتساهم في جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية بصفتها صانعة للقرار، مشاركة ومستفيدة.
كما تناولت الأستاذة عائشة لخماس إشكالية عدم تمدرس الإناث وآثارها السلبية على الأسرة والمجتمع مستعرضة مجموعة من العقبات التي تحد من قدرة الفتيات على ممارسة حقهن في التعليم وإتمامه والاستفادة منه كالفقر والعزلة الجغرافية والإعاقة والزواج والحمل في سن مبكرة والعنف القائم على نوع الجنس والمواقف النمطية بشأن مكانة النساء ودورهن، مشيرة إلى ارتفاع ظاهرة تزويج القاصرات من 8% إلى 12% مقارنة مع تونس2% والجزائر3%. بموجب تمديد الفصل 16 من مدونة الأسرة والذي يمنح صلاحيات للقضاة بقبول بعض الطلبات المتعلقة بزواج القاصرات مما يشجع الأسر على مواصلة هذه العادة وحرمان بناتهم من التمدرس. كما ناشدت المتدخلة نقابات الصف التقدمي باعتبارها مهدا للحركة النسائية بتوحيد الجهود واستعادة المبادرة من أجل قضية تعليم الفتيات والترافع من أجل فرض قيم الإنصاف والمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص.
واختتم اللقاء بمناقشة مستفيضة من طرف المشاركات، تلتها كلمة للأستاذة المتدربة المرسبة غزلان الرحالي والتي شكرت من خلالها كافة المتضامنين مع ملف الأساتذة المتدربين من هيئات نقابية، حقوقية وسياسية، وعلى رأسهم النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، لدعمهم المادي والمعنوي المستمر للقضية وكذا توجيه الدعوة لهم لحضور أشغال المائدة المستديرة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش