آخر المستجدات

لماذا تخوض الفيدرالية محطة الإضراب العام ليوم 24 فبراير 2016؟

عبد العزيز إوي: عضو المكتب المركزي لف د ش

12622089_1104441606268009_2079356114846461259_oمنذ أن تناهى إلى علم الفيدراليين والفيدراليات قرار المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بخوض محطة الإضراب العام ليوم 24 فبراير الجاري كما جاء في بيانه, انخرط العديد من الإخوة والأخوات في نقاش داخلي  حول جدوى خوض هذه المحطة بعد ما عرفته محطة الإضراب الفيدرالي ليوم 11 فبراير من خدلان واضح لبعض النقابات الداعية للإضراب، وشنت  كل أنواع التشويش من أجل إفشال المحطة الفيدرالية، وبعدما امتنعت هذه المركزيات حتى عن إبداء تفهمها لدواعي هذا القرار النضالي باعتباره موجها لخصم مشترك واحد هو  الحكومة وسياستها المعادية للمأجورين وحقوقهم ومكتسباتهم.

كل هذه المؤاخذات يمكن تفهمها وتقديرها باعتبارها تترجم درجة الحرص على حماية مركزيتنا الفيدرالية، والغضب والسخط من كل استباحة لقرار الفيدراليين ولمنظمتهم.

لكن تعاملنا كمناضلين نقابيين وحدويين خبروا مرارة تقسيم الصف النقابي، ويعرفون حق المعرفة من استفاد ويستفيد من ذلك التقسيم، هو الترياق الذي يسمح لنا باستحضار الهدف الاستراتيجي المتمثل في خلق الشروط الموضوعية وقلب موازين القوى لفائدة المأجورين صناع الثروة في هذه البلاد، ومن أجل فرض اقتسام عادل لهذه الثروة. وفي هذا السياق فإن هدفنا ليس هو إفشال المعارك لأن في ذلك خدمة مجانية للطرف الخصم المناوئ، بل هو تحقيق التراكمات من اجل النصر، وضرب كل اعداء الوحدة المتسترين داخل الماجورين.

لقد حقق الفيدراليون عدة أهداف مرحلية بفضل تجربتهم ورغم فتوة منظمتهم، فقد استطاعوا، عندما خاضوا الإضراب العام الأول في 23 شتنبر 2014، تهيء الظروف الذاتية بشكل شجع القيادات النقابية الأخرى على خوض إضراب عام ليوم 29 أكتوبر من نفس السنة.

ورغم أن الفيدرالية أدت الثمن غاليا عن جراتها وموقفها بفعل عمالة المسمى العزوزي للموقف الحكومي  الذي عمل كل ما في وسعيه لتهميش مركزيتنا، وصل إلى حد تزوير نتائج الانتخابات المهنية في القطاع الخاص لأول مرة، ورضاه بلعب دور الذيل في يد “المركزية المعلومة”، التي ما فتئت تنصبه في كل وقت وحين وكأنه “ابن عرفة” الجديد، فقد صمدت مركزيتنا بفضل إصرار مناضليها وقتاليتهم، واستطاعت من جديد ان ترسم الطريق الصحيح لمواجهة العجرفة والجبروت الحكومي من خلال قرار المجلس الوطني بخوض إضراب عام يوم 11 فبراير الجاري. هذا القرار الذي فاجأ الجميع بتوقيته وجرأته، فقد كان الجميع يعتقد أن مركزيتنا لن تجرأ على اتخاذ أي قرار، وأنها ستدخل في حالة انتظار ثم احتضار.

لقد كذب قرارنا تحليلات الجميع، وافحم قرارنا بخوض إضراب 24 فبراير عددا من رعاة التقسيم وأدعيائه، وأثبت الفيدراليون قدرتهم على استحضار الأساسي والجوهري في أولوياتهم رغم تشابك وتداخل الوضع، ذلك أن هدفنا الأساسي هو هزم خصمنا المشترك عبر تحقيق وحدة ميدانية واضحة المقاصد، فرغم أننا نسير متفرقين فإننا نحافظ على وحدتنا لنضرب معا في اتجاه واحد. هكذا إذن هو المنطق السليم لمواجهة الحرب الطبقية التي تشنها الحكومة ضد المأجورين نيابة على العديد من مكونات التحالف المتحكم. فالفيدراليون مدعوون اليوم إلى ربح هذا الرهان الذي ستكون له انعكاسات على مستقبل العمل النقابي في المغرب، ولنتابع النقاش بعد محطة الإضراب العام من كل جوانبه.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d