مسيرة 19 فبراير، حدث تاريخي بامتياز
إبراهيم براوي
عاش مناضلو النقابات التعليمية والتنسيقيات وهيئات تعليمية يوما تاريخيا مشهودا حيث كانوا على موعد مع محطة نضالية قررتها النقابات التعليمية في لقائها المفتوح مع تنسيقيات وهيئات تعليمية يوم الجمعة 10 فبراير 2017 بمقر الجامعة الحرة للتعليم بالرباط، بعد وقوفها على الوضعية المزرية التي أصبحت تعيشها المنظومة التربوية التعليمية من إجهاز على الحقوق والمكتسبات التي ناضلت الشغيلة التعليمية عليها لمدة سنوات، حيث أصدرت بلاغا دعت من خلاله إلى تنظيم مسيرة وحدوية احتجاجية اليوم الأحد 19 فبراير انطلاقا من الساعة 15:00 بعد الزوال من أمام مقر وزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر بالرباط باب الرواح في اتجاه مقر البرلمان، تأكيدا منها على مساندة كل المعارك النضالية التي تخوضها التنسيقيات والفئات وعلى رأسها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إثر ترسيب 150 أستاذا متدربا في خرق سافر لمحضر الاتفاق الموقع بين الأساتذة المتدربين والمبادرة المدنية والنقابات التعليمية والدولة ممثلة في شخص والي جهة الرباط سلا القنيطرة، وكذلك الإجهاز على ما تبقى من مجانية للتعليم وعلى الاستقرار النفسي والمادي لنساء ورجال قطاع التربية والتكوين، كما أن هذه المحطة النضالية الوحدوية كانت مناسبة لاستنكار الإعفاءات اللاقانونية ضد عدد من الموظفين بعدة أقاليم والتي همت أطرا إدارية وتربوية من مديرين إقليميين ومديري مؤسسات تعليمية وحراس العامين ونظار ورؤساء المصالح وأطر التوجيه ومقتصدين ومتصرفين… وطالبت المسؤولين مركزيا بالتراجع عنها وإرجاع المعنيين لمهامهم ولعملهم.
أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بباب الرواح بدأت الوفود تتقاطر منذ فترة الظهيرة غير آبهين بالأمطار الغزيرة المسترسلة خلال الليل وفي الصباح، دون أن تثنيهم عن الحج إلى مدينة الرباط للتعبير عن سخطهم وتذمرهم من الاستهداف الذي طالهم من حكومة لم تقو إلا على البسطاء من الموظفين.
انطلقت المسيرة من أمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في اتجاه البرلمان مرورا بساحة باب الرواح، فساحة العلويين وشارع محمد الخامس فساحة البرلمان، ردد خلالها المشاركون شعارات من قبيل: “بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكون” و”حرية، كرامة، عدالة اجتماعية”، “تحية نضالية للوحدة النقابية”، “صامدون صامدون في النقابات مناضلون”، “شوف شوف بعينك شوف، الإعفاءات بالألوف”، “شوف شوف بعينيك شوف، الترسيب ولا مكشوف”، “هذا عيب هذا عار، التعليم في خطر”، “المسؤول يلقا الحل، يلقا الحل ولا يرحل”، “حقوقي حقوقي دم في عروقي لن أنساها ولو أعدموني”، “يا وزير يا مسؤول هاد الإعفاء ماشي معقول”، “إدانة جماعية للترسيبات الكيدية”، “إدانة جماعية للإعفاءات السياسية”، “يا وزير مالك مخلوع الإضراب حق مشروع”، “عليك لامان عليك لامان لاحكومة لا برلمان”، “قولو ليه وعاودو ليه، الأستاذ بزاف عليه”، وغيرها من الشعارات التي صدحت بها حناجرهم، كما حملوا عشرات اللافتات المذكرة بمطالبهم ومن أبرزها: عدم تفعيل ما تبقي من اتفاق 26 أبريل 2011 وملف ضحايا النظامين الأساسيين (1985-2003)، والمطالبة بالحق في الترقي إلى الدرجة الأولى، ومطلب إحداث إطار جديد لأطر الإدارة التربوية الذي ظل مؤجلا وكذا عدم وضوح المسار المهني لخريجي مسلك الإدارة بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين في غياب وجود نص يحدد إطارهم الجديد. ومطالب فئة المساعدين التقنيين والمساعدين الإداريين الذين مازالوا ينتظرون إدماجهم في القطاع الذي يشتغلون فيه وتحسين أوضاعهم المهنية والمادية. والحق في الترقية بالشهادات (الإجازة، الماستر)، حيث تم تعليق المرسوم المتعلق بهذه الترقية.
وللإشارة فقد سبق لموقع النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) أن تابع عملية إصدار البيانات والبلاغات الداعية لهذه المسيرة من طرف الأجهزة النقابية الجهوية والإقليمية ومجموعة من الجمعيات الفئوية والتي دعت من خلالها المناضلين والمناضلات إلى المشاركة المكثفة في مسيرة اليوم.
النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل حاضرة وبقوة في مسيرة اليوم بمسؤوليها الوطنيين والجهويين والإقليميين يتقدمهم الكاتب العام الأخ عبد العزيز إوي إلى جانب النقابات التعليمية الأكتر تمثيلية: الجامعة الحرة للتعليم (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب)، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم (الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب)، النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) والجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) والتي أكدت بلسان واحد على ضرورة توحيد وتطوير المعارك النضالية في أفق جبهة موحدة للدفاع عن التعليم العمومي، كما دعت الحكومة والوزارة إلى وقف الهجوم على الحقوق والمكتسبات والإسراع بفتح حوار جاد ومسؤول حول مختلف الملفات المشتركة والفئوية وإيجاد حل شامل وعادل وعاجل لها.
عند وصولها للبرلمان وباسم التنسيق النقابي ألقى الأخ عبد العزيز إوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (FDT) كلمة وضح من خلالها الوضعية المأساوية التي أصبح عليها القطاع والعاملين فيه إذ أصبح يعيش تشتتا بحكم المشاكل الفئوية المتراكمة والتي أدت إلى تزايد عدد الفئات التعليمية المتضررة بشكل مباشر، وفي المقابل نجد الوزارة الوصية تواجه الوضع باللامبالاة وسياسة الآذان الصماء، فماذا سيكون موقف الوزارة منذ الآن؟ وقد توحدت المطالب وتوحد حولها الفرقاء وكل التنسيقيات، فما رأي الوزارة؟
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش