حماية الأجير
محمد مزيوقة **
وفي هذا اليوم المبارك بغيث الله ،كان لي شرف الحضور في الجلسة الإفتتاحية لندوة علمية دولية حول حماية الأجير بين النص القانوني وآجتهاد القضاء ،من تنظيم الكلية المتعددة التخصصات بتازة بحيث نسيت نفسي وأنا أستمتع بتدخلات تخرج من أفواه الرؤوس العامرة بالعلم والمعرفة ،ولم ينتزعني من هذا الجو المفعم بنور الحق والواجب سوى رئيس الجلسة وهو يعلن عن رفع الجلسة من أجل حفل شاي ،ورغم أن الفوائد تتبعها الموائد فإنني قد كرهت شايا وحلوى كانا سببا في قطع شريط جميل سيطر على مخيلتي وأنا أتتبع التدخلات.
في ساحة الكلية كان المطر ينزل مدرارا فصار علي لزاما أن أركض لكي أصل إلى مقر عملي بأقل بلل ممكن ،وأثناء ركضي تذكرت زميلاتي وزملائي الذين آستيقضوا قبلي وقطعوا عشرات الكيلومترات في سيارتهم المنتمية للقرن الماضي وبعد ركنها آستبدلوا أحذيتهم بأخرى مطاطية الصنع حتى يتمكنوا من الوصول إلى مقرات عملهم في مسالك موحلة تصفع وجوههم الرياح في شعب ووهاد مليئة بالمفاجآت التي لن تحمل في طياتها إلا المفاجأت وما أكثرها…كل هذا وذاك من أجل القيام بالواجب مع أبناء الشعب الذين يتساوون في المعاناة مع أستاذاتهم وأساتذتهم .وأنا أجري أحسست بشيئ يقف على قفاي ولا يريد أن يتزحزح ،آنتبهت إليه فإذا به سؤال يردد نفسه …من يحمي هؤلاء؟..من يحمي هؤلاء؟..من يحمي هؤلاء؟ وصلت إلى مقر عملي وفي مخيلتي مشروع ندوة حول حماية رواد المدرسة العمومية بين تصريحات وسائل الإعلام وواقع لا يعرفه أحد. |
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش