آخر المستجدات

استكمالا لبرنامجها التكويني، النقابة الوطنية للتعليم تنظم الدورة الأولى لفائدة الشبكة الوطنية للمنازعات والشؤون النقابية

إبراهيم براوي

تفعيلا للمخطط الاستراتيجي للنهوض بأوضاع النقابة، نظمت النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل يوم السبت 10 دجنبر 2016، بكلية الآداب بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني، الدورة التكوينية الأولى لفائدة منسقي دوائر المنازعات والشؤون النقابية بأقاليم جهات: الدار البيضاء سطات، مراكش أسفي وبني ملال خنيفرة (كمرحلة أولى) في موضوع “تفويت الاختصاصات إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين” على أن تليها ابتداء من 24 دجنبر تكوينات في نفس الموضوع بباقي الجهات.
حضر إلى جانب مؤطر الدورة الأخ عبد المولى بوالزيت (منسق الدائرة) أعضاء الدائرة الإخوة: البشير الجابري، محمد برادي، بوجمعة الهمالي، جمال الإددريسي، إبراهيم براوي.
استهل المؤطر اللقاء بكلمة ترحيبية، منوها بالمجهود الذي يبدله الإخوة والأخوات في أقاليمهم وجهاتهم، ومذكرا بالسياقات التي جعلت النقابة الوطنية للتعليم تقبل على إطلاق مبادرة الخطة الاستراتيجية ومسؤولية الاستمرار في حمل المشعل دفاعا عن المدرسة والجامعة العموميتين والعاملين بهما، ولن يتأتى هذا إلا بإعادة الاعتبار للعمل النقابي النزيه والمسؤول وذلك بالرجوع إلى القواعد وإيلائها ما تستحق من عناية واهتمام خصوصا في الجوانب المتعلقة بالتكوين، وكيفية التعامل مع القضايا وحل الملفات.
ويدخل هذا العرض التكويني في إطار البرنامج الذي سطرته النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) والذي يرمي إلى إعداد وتكوين الأخوات والإخوة في المكاتب الجهوية والإقليمية والفروع لتأهيل العنصر البشري النقابي وتقوية قدراته التدبيرية وإطلاعه على الاختصاصات التي أصبحت منوطة بالأكاديميات والمديريات الإقليمية قصد استيعابها والتكيف السريع معها خصوصا في إطار الجهوية الموسعة التي اعتمدتها الدولة، والذي يدخل أيضا ضمن ما سطره المؤتمر العاشر لنقابتنا بمراكش، وكل المجالس الوطنية والتي أكدت على عقد مؤتمرات جهوية للتأقلم مع الوضع الجديد وخلق أطر نقابية قادرة جهويا وإقليميا ومحليا على معالجة مشاكل نساء ورجال التعليم والدفاع على مصالحها، وتطوير قدراتها التنظيمية والقانونية والمطلبية لمواجهة كل التحديات والمستجدات المتسارعة التي يفرضها الواقع التعليمي المتغير باستمرار في ظل وضعية مأزومة وصعبة تفرض علينا مواجهتها بوضع تصور للعمل النقابي يتماشى مع مطالب الأجيال الجديدة.
وتضمن العرض التكويني بالأساس مجموعة من المفاهيم كاللامركزية واللاتركيز وأسباب نزولهما واعتمادهما في تدبير الشأن العام ومنه تدبير القطاع، مذكرا بشكل كرونولوجي بهذه التحولات منذ سنة 1976 إلى ما نعرفه اليوم من تغييرات وتقسيمات، مما حتم على الإدارة المركزية تفويض مجموعة من اختصاصاتها إلى المسؤولين الجهويين والإقليميين، حيث وقف الأخ عبد المولى بوالزيت على هذين المفهومين اللذين يعتبران مدخلا أساسيا للوصول إلى تفويض الاختصاص والتوقيع، مدليا بأمثلة واقعية ومعيشة سبق طرحها على دائرة المنازعات والشؤون النقابية.
وقد أوضح في هذا الإطار مفهومي المركزية الإدارية وعيوبها، من إبعاد للكفاءات الوطنية والبطء والتعقيد والروتين في أداء الخدمات، ورغم هذه العيوب لا يمكن تصور دولة حديثة بدون مركزية إدارية، عكس اللامركزية التي تقوم على توزيع الوظائف الإدارية بين الحكومة المركزية في العاصمة وبين هيئات الجماعات المحلية وهي وسيلة من وسائل تنظيم الإدارة وعلاقة الدولة بالمواطنين بحيث تسمح بمساهمة المواطنين في اتخاذ القرار وتيسير حياتهم العامة انطلاقا من مجموعة من المبادئ كالديمقراطية وحقوق الانسان وبتعدد الشخصيات المعنوية العامة في الدولة والتي تتمتع بالاستقلال القانوني والمالي.
بعد هذا العرض المفاهيمي للتفويض عرج المؤطر على الاختصاصات المفوضة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومنها على سبيل المثال لا الحصر: التعويضات العائلية (الزواج – الازدياد – الطلاق والحضانة – متابعة الأبناء للدراسة – الكفالة أو التحمل العائلي)، الاقتطاع من رواتب الموظفين المتغيبين عن العمل بصفة غير مشروعة، رخص المرض قصيرة الأمد التي لا تتجاوز مدتها 90 يوما، رخصة الحج إلى بيت الله الحرام، الرخص الممنوحة عن الولادة، الترخيص بالتغيب لفائدة ممثلي الجمعيات والنقابات المهنية والتعاضديات، تسليم شهادة الأجرة، تسليم شهادة العمل، إصدار عقوبتي الإنذار والتوبيخ، نقل وتعيين الموظفين من أجل المصلحة في حدود الاختصاص الترابي لكل أكاديمية جهوية، تعيين أو إعفاء الأطر المكلفة بالإدارة التربوية العاملة بمؤسسات التربية والتعليم العمومي ….
وفي نهاية عرضه التكويني حدد الأخ عبد المولى بوالزيت الأهداف المرجو تحقيقها من الدورة والمتمثلة في:

  • خلق لجن جهوية وإقليمية للمنازعات والشؤون النقابية.
  • تأهيل الأطر النقابية لمواكبة المستجدات المطروحة في الساحة التعليمية.
  • رصد وضبط الصعوبات في التعامل مع المشاكل جهويا وإقليميا وكيفية حلها.
  • خلق مخاطب يكون صلة وصل بين المكاتب الجهوية والإقليمية ودائرة المنازعات والشؤون النقابية على المستوى الوطني.

ولتحقيق هذه الأهداف يتحتم:

  • إنشاء شبكة على الواتساب للتواصل بين الأعضاء قصد التواصل أكثر لتحقيق الأهداف المرجوة.
  • التوفر على سجل تدون فيه الواردات والصادرات من المشاكل ونوعيتها وتاريخ ورودها وصدورها وكيفية معالجتها.
  • إبداع ملفات جديدة لها ارتباط بالجهة والإقليم.
  • ضرورة رفع تقارير شهرية عن نوعية المشاكل والصعوبات التي تعترض تنظيماتنا في التعامل معها.
  • السعي وراء المعرفة القانونية.

ما ميز الدورة التكوينية جرأة المشاركين على طرح مجموعة من المعيقات والمتبطات التي تحول دون تحقيق الأهداف والغايات المرجوة، لارتباطها بالأجواء العامة السائدة وعلى رأسها حالة الترقب والانتظارية والتذمر السائد في أوساط الشغيلة، كما نوهوا بالمبادرة والتي يجب أن تستمر لما لها من آثار إيجابية تعزز أواصر الترابط والتلاحم ومن أجل نفض غبار اليأس والإحباط وحشد الهمم.
وفي الختام ألزم الأخ عبد المولى بوالزيت كافة المشاركين في الدورة التكوينية بتنظيم دورات تكوينية في نفس الموضوع لفائدة باقي المسؤولين بالمكاتب الإقليمية وبالفروع التابعة لأقاليمهم، وجعل العدة التكوينية رهن إشارتهم.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: