في ملتقى منسقات دوائر المرأة: التأكيد على ضرورة استعادة مبادرة الانفتاح على النساء من كل الفئات التعليمية، خاصة العاملات بالوسط القروي
عائشة التاقي
تحت شعار “من أجل مشاركة نسائية فاعلة في الشأن التعليمي والنقابي” نظمت دائرة المرأة الوطنية يوم الأحد 27 نونبر 2016، ملتقى منسقات دوائر المرأة في الأقاليم والجهات وذلك بدار المدرس، بالدار البيضاء.
استهل الملتقى بوقفة ترحمية على روح الأخت نجيبة الرهوني المناضلة النقابية والسياسية بسطات. كما تميز بحضور الأخ الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم عبد العزيز إوي، الذي ألقى كلمة ترحيبة بالأخوات اللواتي تحملن عناء السفر لمواكبة أشغال الملتقى رغم سوء الأحوال الجوية، معبرا عن أمله في أن يشكل اللقاء وقفة للتأمل والمساءلة والتقويم والاستشراف المستقبلي وأيضا مناسبة للتفكير في الطرائق التنظيمية التي تسعف دائرة المرأة في تحقيق سياسة القرب ومواكبة الإطار التنظيمي الوطني، من أجل تجسيد سياسة الانفتاح وتفعيل الحضور النسائي داخل المنظمة وتوسيع دائرة مشاركتها في مجال التدبير النقابي.
كما تطرق الأخ إوي لتفاقم الأزمة التي تعرفها المنظومة التربوية وعجز الوزارة الوصية عن تقديم الحلول الناجعة من أجل ضمان تمدرس جيد للتلاميذ، واللجوء إلى الحلول الترقيعية لمواجهة الخصاص المهول في الموارد البشرية وضعف البنيات التحتية، وكذلك اعتماد هذه الأخيرة على التوظيف بالعقدة على مستوى الأكاديميات، وهي حلقة تدخل ضمن مخطط تصفوي للمدرسة العمومية. مؤكدا في الأخير على ضرورة وضع صياغة جديدة للمطالب التي تتجاوب مع المشاكل المستجدة لشغيلة التعليم عامة ولنساء التعليم خاصة، ضمن ملفاتنا المطلبية باعتبار خصوصية أوضاعهن، إضافة إلى إعطاء أهمية بالغة للشأن المطلبي على مستوى الجهات.
من جهتها رحبت الأخت عائشة التاقي المنسقة الوطنية لدائرة المرأة بالأخوات المنسقات، مشيدة بتلبيتهن الدعوة للمشاركة في الملتقى رغم بعض الإكراهات المتعلقة بظروف العطلة البينية والأحوال الجوية الصعبة، واستهلت عرضها بتقديم حصيلة عمل الدائرة للفترة الممتدة من 2014 الى 2016، مؤكدة على ضرورة وضع استراتيجية عمل للدائرة تمكن من استعادة مبادرة الانفتاح على النساء من كل الفئات التعليمية، خاصة العاملات بالوسط القروي، وبالتالي التفكير في تجديد آليات ومجالات الاشتغال حتى لا يختزل عمل الدوائر في الاحتفال بمناسبة 8 مارس.
كما نوهت المنسقة الوطنية بالدعم والمساندة لعمل الدوائر التي عبر عنها الإخوة المسؤولون في الأقاليم والجهات وانخراطهم الفعلي والمسؤول من أجل إنجاح محطات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ودمج العنصر النسوي ضمن الهياكل التنظيمية للنقابة، مشيرة إلى ضرورة:
- إدماج بعد النوع الاجتماعي في جميع الاختيارات التنظيمية والهياكل والبرامج إذ لم يعد مقبولا، لا بمنطق العدد، ولا بمنطق التطور والحداثة، أن تظل النساء اللواتي يشكلن 42% من الشغيلة التعليمية بعيدات أو مبعدات عن المشاركة الفعلية في الحقل النقابي.
- تعزيز التمثيلية النسائية في أفق المناصفة داخل الهياكل النقابية على مستوى التدبير والتسيير في اتجاه الإشراك الفعلي والحقيقي للمرأة.
- المساهمة الفعلية للمرأة في صياغة ملف مطلبي يعكس خصوصية مشاكلها وينسجم والدور الذي تلعبه في تطوير الواقع بكل أبعاده المهنية والاجتماعية، والتعريف به عبر نضال وخطاب لا يتماشى والطابع النخبوي السائد عند بعض الجمعيات النسائية، بل يتعداه إلى أشكال نضالية جماهيرية ستساهم في تحقيق نقلة نوعية من زاوية تناول القضية النسائية في القطاع.
- اعتماد برامج تكوينية تستجيب لحاجيات نساء التعليم التربوية والمهنية.
خلص العرض إلى طرح مجموعة من النقط المتعلقة بأفاق عمل دائرة المرأة التي ستناقش ضمن أشغال ورشتين:
- آليات تفعيل الدوائر: تشخيص الوضعية وآفاق العمل.
- المساهمة في تحيين الملف المطلبي الخاص بنساء التعليم
أما عرض الأخ كضار عضو دائرة المرأة، فقد أشار من خلاله للاهتمام الذي توليه النقابة الوطنية للتعليم لقضايا المرأة في قطاع التعليم، والذي ينطلق أساسا من قناعة مفادها أن تطور العمل النقابي مستقبلا يتوقف على مدى الإسهام في تأطير النساء المدرسات وإدماجهن في الحياة التنظيمية للمنظمة، كما أكد على ضرورة وضع استراتيجية عمل تؤسس لولادة جديدة للفعل النضالي النسائي، بتنسيق مع المكاتب الإقليمية والجهوية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المرأة في قطاع التعليم وتستحضر حاجاتها المهنية والاجتماعية حتى تتمكن من الانخراط الفعلي في الحقل النقابي، مشيرا إلى مجموعة من التدابير التي من شانها تفعيل عمل دوائر المرأة في مجالات: تسطير البرامج السنوية-التواصل والاستقطاب – المبادرات الإشعاعية-الإعلام، وفق الالتزامات المنصوص عليها في البرنامج الاستراتيجي للمنظمة.
وفي ختام اللقاء تمت المصادقة على التوصيات بعد تعديلها، وتلاوة البيان الختامي.
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش