آخر المستجدات

الزكام السياسي

** محمد مزيوقة..

كانت لنا حكومة تدبر الشأن العام ،وكانت تؤكد لكل الناس بأن الأمور تسير بشكل جيد ،ومن أجل ذلك كانت تستدين وتفرط في الإستدانة وتقدم من التقارير ما يكفي ومن التطمينات ما يلزم حتى جاء وقت الدراسة لنكتشف بأن مستقبل الأبناء في خطر لأن الخصاص مهول والتجهيزات تكاد تنعدم والكتب الدراسية قاربت أثمانها أثمان العدس وأهل الدار يعانون .ضحايا النظامين الأساسيين ينتظرون نظاما ثالثا قد يجهز على ما تبقى لهم من أمل في إنصاف لطالما ترقبوه هم الذين يتزاملون مع تلاميذهم الذين أصابهم نصيب من الترقية وهم لا زالوا ينتظرون. ويرابطون في أقسامهم يريقون ما بقي فيهم من نسغ الحياة خدمة لمستقبل ألبلاد.

سعيا لسد الخصاص تم اللجوء إلى تعاقد تمويله مشترك بين المركز والمحيط ،من أجل ضخ دماء جديدة في شرايين منظومة التعليم ،وعلى أبناء الشعب آنتظار العام المقبل من أجل تلقي تعلمات مصدرها مصيره مجهول . لأن العقد شريعة المتعاقدين ،وشريعة المقاول أساسها الربح ولو على حساب المستقبل .
أخبرنا بأن المواد العلمية ستدرس باللغة الفرنسية ،لكن كتب المواد لازات لم تأخذ مكانها بعد في محافظ التلاميذ شأنها في ذلك شأن مادة التربية الإسلامية التي قيل حولها الكثير…أما عن الأثمان فكان الله في عون الآباء والأمهات.
يحدث هذا في وطن تنتفخ فيه أوداج السياسيين بسبب كل ما يقع بآستثناء ما يقع للمدرسة العمومية فإنهم عنها غافلون.لقد أصابهم الزكام السياسي فأنساهم بأنهم منتوج المدرسة العمومية

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: