آخر المستجدات

فرصتنا لمواجهة الكوارث الاجتماعية لحكومة بنكيران

عبد العزيز معيفي*

يمكن تلخيص أزمة المدرسة العمومية في المغرب الآن وهنا في الصورة التي هيمنت هذا الأسبوع على صفحات الفايسبوك وتظهر تلاميذ صغار متحلقين حول معلمتهم وهم يفترشون الأرض ويتابعون الدرس ويكبون واضعين كراريسهم على ركبهم. إنها صورة تحمل خطابين متعارضين ومتناقضين:
فهي من جهة تحمل خطابا جاهزا محملا بالمصطلحات من قبيل تعميم التعليم والتربية وتجويدهما، وخلق المواطن المشبع بقيم التقدم والوطنية … ومن قبيل أن هذه الحكومة الخارقة قادرة على ربط التعليم بالتنمية والانفتاح على العالم وتحقيق الجنة فوق الأرض !!!!!!!!
ولا ننسى قهقهات الوزير الوفا، وهو يضمر للشغيلة التعليمية كل الشر، ويتبجح بقدرة هذه الحكومة على تطويع نساء ورجال التعليم واقتلاع جذور الاحتجاج والنضال من وعيهم وإسكات أصواتهم .. ومع ذلك تصر وزارة التربية الوطنية في عهد حكومة ابن كيران على الادعاء بأنها كانت تملك القدرة على إصلاح منظومة التربية والتكوين.
الصورة أيضا تظهر حزم وتصميم الأطفال الصغار على متابعة الدراسة رغم الظروف القاهرة التي تواجههم، وهي أشبه بظروف الكائنات والحيوانات وهي تبحث عن قطرة ماء في صحراء “كاليغاري” القاحلة ..
هم أطفال لا يملكون إلا براءتهم وتمسكهم بالأمل في حياة كريمة، ووجود يعمه الاكتفاء الذاتي، ومدرسة قادرة على احتضانهم وتعليمهم ليتأهلوا في يوم ما للنهوض بشؤون البلاد والوطن ..
فبماذا نقتنع إذن ؟ أبخطاب حكومة تبيع الوهم، وهي السبب في ما آلت إليه أوضاع المدرسة العمومية أم نقتنع أكثر بأمل الأطفال في شروط مدرسة مواطنة محتضنة لمستقبل الكرامة والتقدم.
ولذلك وبكل بساطة يمكننا الحسم في الأمر ومعاقبة هذه الحكومة التي أدارت ظهرها لطموحات الشعب وساهمت في تجويعه وداهنت البرجوازية وساهمت في انتشار المحسوبية والريع وأصرت على الشروع في تفويت المدرسة العمومية لتجار الحرب ..
هذا الاختيار حسمت فيه الفيدرالية الديمقراطية للشغل والنقابة الوطنية للتعليم منذ سنوات، ونبهت إلى ضرورة الصمود في وجه التوجهات اللاشعبية لهذه الحكومة وهي الآن تعيد التذكير بأننا نحن المسلط علينا سيف التفقير والتجهيل يمكننا أن ننتصر يوم 07 أكتوبر ونجعل من صوتنا قوة دعم للأحزاب التقدمية والصديقة للشغيلة المغربية ..
*(عضو المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل وعضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للتعليم)

ab-30-sept-16

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: