بلاغة صور الكوارث الاجتماعية التي خلفتها حكومة بن كيران
*عزيز معيفي
حين رسم الفنان العالمي بيكاسو لوحة “غرنيكا” خلد من خلالها جمالية الفظاعة، لأنه رسمها بعد أن قام جيش فرانكو بذبح سكان قرية “غرنيكا” .. وحين اعتقل الجيش الفنان بيكاسو، سألوه وهم يشيرون إلى اللوحة: ـ من فعل هذا ؟ فأجابهم: “انتم فعلتم هذا !” .
ولذلك حين يعود المرء إلى الفيديو المنشور اليوم على صفحات الفايسبوك والذي يحمل صرخة معلم يدرس قسم الخامس ابتدائي في الدار البيضاء، ويتفاعل مع الصور المؤلمة لسبعين تلميذا وتلميذة بالقسم، ألن يصاب بالخوف على مستقبل وطننا ؟.
أكثر من ذلك يتساءل المرء العاقل، من صنع هذا ؟ الجواب واضح: حكومة ابن كيران، ولذلك يجب معاقبة هذه الحكومة لأنها سعت خلال ولايتها إلى خلق العديد من أسباب تعثر منظومة التربية والتكوين.
كذلك يصادف المتصفح للفايسبوك إعلانا لجمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ إعدادية أنوال بمدينة تاونات، يدعو إلى أن يضيف التلاميذ مبلغ 20 درهما لرسوم التسجيل لأداء أجرة أستاذ سيتم التعاقد معه لان أستاذة مادة الفرنسية في رخصة ولادة !!! أليس هذا ضربا من ضروب الحمق ؟ ففضلا عن لا قانونية هذا الإعلان فهو يفضح ويعري واقع المدرسة العمومية .. واقع ساهمت في صنعه إجراءات مجحفة، من قبيل فصل التوظيف عن التكوين ! ومن قبيل السياسة الرعناء في ملف التقاعد والإجهاز على حقوق الشغيل مما حدا بنساء ورجال التعليم وهم من أجود الأطر إلى مغادرة العمل عن طريق التقاعد النسبي !! أضف إلى ذلك الإجراءات اللاشعبية التي برع فيها خبراء الكوارث الاجتماعية في حكومة ابن كيران من قبيل تقليص الميزانية، ومن قبيل الإجهاز على الترقية والتنكر لما سبقت والتزمت به حكومات سابقة من اتفاق مع النقابات مثل اتفاق 26 ابريل… ولائحة الكوارث طويلة.
من صنع هذا ؟ أليست حكومة ابن كيران التي يجب أن يعاقبها الشعب المغربي يوم 7 أكتوبر ؟
قرار كانت قد خرجت به النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل منذ أكثر من سنتين، وقد أدت ثمن ذلك بما تعرضت له من مضايقات ومؤامرات بلغت حد تزوير الانتخابات المهنية…
وها هي الآن النقابة الوطنية للتعليم والفيدرالية الديمقراطية للشغل واقفة شامخة رغم ما مر عليها من مؤامرات ودسائس محاكة من حكومة ابن كيران وعملائها، وهي تدعو لدعم الأحزاب الديمقراطية التي لم تشترك في صنع الفضائح في انتخابات يوم 7 أكتوبر.
غير أن حكومة ابن كيران صانعة الكوارث الاجتماعية ينتظرها العقاب المشهود في اليوم المشهود ..
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش