آخر المستجدات

في الندوة الصحفية: أوضاع كارثية يعرفها قطاع التعليم في ظل التدبير الفاشل للحكومة الحالية والنقابات التعليمية الثلاث تسطر برنامجا نضاليا

كشفت عنها الندوة الصحفية المنظمة من طرف النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) والجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم (FNE)

أوضاع كارثية يعرفها قطاع التعليم في ظل التدبير الفاشل للحكومة الحالية والنقابات التعليمية الثلاث تسطر برنامجا نضاليا دفاعا عن المدرسة العمومية وعن الشغيلة التعليمية

بوشعيب الحرفوي

كشفت الندوة الصحفية المنظمة يوم الاثنين 19 شتنبر الجاري من طرف التنسيق النقابي المكون من النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) والجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم ( التوجه الديمقراطي) عن أن قطاع التعليم يعيش أوضاعا كارثية جراء اتخاذ الحكومة الحالية لتدابير وإجراءات ارتجالية وترقيعية في مواجهة المشاكل البنيوية التي يعرفها القطاع والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع به، وكذا الاستهداف الممنهج الذي طال حقوق ومكتسبات شغيلة القطاع. مما دفع بالنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية المشار إليها إلى عقد ندوة صحفية وتسطير برنامج نضالي مرحلي لإبلاغ وجهة نظرها ومواقفها من الأوضاع والتراجعات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين.
وفي هذا الصدد، تطرق التصريح الصحفي للتنسيق النقابي إلى تعثر الحوار وتجميده من طرف المسؤولين على القطاع ويرجع تاريخ آخر لقاء تم عقده مع وزير التربية الوطنية إلى أبريل 2015 حيث وعد هذا الأخير النقابات بحل مجموعة من الملفات وفي مقدمتها ملف ضحايا النظامين (1985 و2003) الذي سيعرف تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية بالرباط يومي الثلاثاء والأربعاء 20 و21 شتنبر 2016 حسب ما جاء في الندوة الصحفية وملف الترقية بالشهادات وقضايا الإدارة التربوية، بالإضافة إلى ملف المساعدين الإداريين والتقنيين وملف مراجعة معايير الحركة الانتقالية والمذكرة 111 و… لكن للأسف يضيف تصريح النقابات لا شيء تحقق من ذلك، بل على العكس همشت الوزارة الوصية على قطاع التعليم الشركاء الاجتماعيين وجمدت الحوار باستثناء بعض اللقاءات على مستوى مديرية الموارد البشرية، وفي المقابل انفردت باتخاذ مجموعة من القرارات التي أزمت الوضع التعليمي وكرست الاختلالات التعليمية كتخفيض المنحة في المراكز الجهوية للتكوين وفصل التكوين عن التوظيف ومراجعة نظام التقاعد. مما أدى إلى هجرة كبيرة وسط شغيلة التعليم بعد مغادرة حوالي 6500 حالة للقطاع في إطار التقاعد النسبي. الشيء الذي كانت له انعكاسات سلبية على منظومة التربية والتكوين خصوصا في الجانب المتعلق بالخصاص في الموارد البشرية، إذ يعاني القطاع حسب بعض التقديرات وحسب ما كشفت عنه الندوة من خصاص يصل إلى 30 ألف رجل تعليم من أساتذة ومدراء وحراس عامين و… وقد تم تسجيل الخصاص في مجموعة من الأكاديميات وفي مقدمتها أكاديمية الرباط سلا القنيطرة بخصاص يصل إلى 3000 أستاذ وأكاديمية طنجة- تطوان بها أزيد من 1000 كخصاص في المدرسين، نفس الشيء يمكن أن يقال عن أكاديمية مراكش- أسفي التي بلغ الخصاص فيها إلى حوالي 1540 وأيضا يمكن تسجيل نفس الخصاص بأكاديمية الدارالبيضاء سطات. بالإضافة إلى بعض الحلول والإجراءات الترقيعية التي أدت إلى الاكتظاظ وتقليص المدة الزمنية لتدريس بعض المواد واللجوء إلى الضم والأقسام المشتركة لتفييض الأساتذة وسد الخصاص، وهو ما ستكون له انعكاسات سلبية على منظومة التربية والتكوين في ظل ما تطمح له الدولة في تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية لإصلاح قطاع التعليم (2015- 2030).
وأمام تفاقم أوضاع التعليم فإن النقابات المذكورة وفق ما جاء في تصريحها تعلن للرأي العام التعليمي والوطني رفضها لاستمرار تدني الأوضاع بالقطاع، وتجدد دق ناقوس الخطر من الوضع الذي وصل إليه في ظل التدبير الكارثي للحكومة، وترفض كذلك تصريف أزمة الخصاص على حساب شغيلة القطاع، وتدعو النقابات في تصريحها هيآت المجتمع المدني المغربي من نقابات وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ إلى تحمل مسؤوليتها لمجابهة هذه الوضعية. كما تطالب الوزارة بفتح حوار جاد ومسؤول من أجل الحسم في الملفات العالقة منذ سنوات. كما تجدد النقابات التعلمية المشار إليها مساندتها لكل الفئات المتضررة.
وقد كانت الندوة الصحفية المذكورة مناسبة لإعلان النقابات الثلاث عن برنامجها النضالي المرحلي الذي انطلق بوقفات احتجاجية بالمؤسسات التعليمية يوم 19 شتنبر الجاري ومواصلته بتنظيم وقفات احتجاجية للمسؤولين النقابيين أمام المديريات الإقليمية يوم الأربعاء 21 شتنبر ليتواصل البرنامج النضالي بحمل شارات: «أنا أحتج من أجل التعليم العمومي» في أماكن العمل وخارجها ليختتم مرحليا بتنظيم مسيرات احتجاجية جهوية يوم الأحد 16 أكتوبر المقبل.
وكانت النقابات التعليمية الثلاث قد عقدت اجتماعها التنسيقي واتخذت هذه المبادرات النضالية دفاعا عن المدرسة العمومية من خلال (إعلان إيموزار) وعلى هامش فعاليات الجامعة الصيفية المنظمة من طرف الجامعة الحرة للتعليم أيام 27، 28 و29 غشت الأخير بإيموزار. وقد أعقب هذا اللقاء اجتماع للنقابات التعليمية يوم 15 شتنبر الجاري لتحديد الصيغ والأشكال النضالية التي جاءت في بيان النقابات الصادر عن هذا الاجتماع.

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: