آخر المستجدات

عقارب البرلمان الزاحفة

** محمد مزيوقة..

العقارب حيوانات زاحفة ؛هذا ما صرح به أحد نواب الأمة في جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الثلاثاء 26 يوليوز من خلال سؤال موجه إلى وزير الصحة العمومية حول إجراءات وزارته لمحاربة لسعات العقارب التي تصيب السكان في هذه الفترة من السنة .أصبت بالذهول وأنا أسمع النائب المحترم يكرر العبارة مرتين ،بعده تدخلت إحدى شابات البرلمان لتستفسر الوزير عن ترياق يداوي تسمم المجال السياسي لتتوالى الأسئلة عن صحتنا الراقدة في مستشفيات الحكومة المريضة بداء الإقتراض ووباء التبذير .وعن تعليمنا المثقل بالخصاص والمشاكل ،وعن مدننا التي تشوهها بثور الأحياء الهامشية ودمامل مدن الصفيح ،وعن شغلنا الذي تحكمه شريعة الغاب .الكل يرفع عقيرته بالتنديد ويحاول قرصنة لحظات متلفزة ستلتقطها صفحات التواصل من أجل الترويج في الحملة الإنتخابية التي لاحت بوادرها. لا فرق في ذاك بين الأغلبية والمعارضة.
أعترف لكم بأنني قد آستمتعت بهذه المشاهد وتعلمت منها الشيئ الكثير فقد عرفت بأن العقارب تزحف رغم أنني عبثت بها في صغري ،وأصبحت أميز بشكل نسبي ما بين القنديلة الأصلية و القنديلة المتقندلة ،كما دونت أسماء بعض وكلاء اللوائح الذين ذكروا أماكن سيزورونها في شهر شتنبر القادم من أجل جمع الأصوات الكفيلة بإعادتهم إلى القبة المباركة ،فتذكرت رائعة نجيب محفوظ، ثرثرة فوق النيل حين شبه بطل الرواية رأس أحدهم الأصلع بقارب مقلوب على ضفاف النيل فضحكت كما ضحك ؛كما أنني آستغربت من دفاع أحد نواب الأمة عن عاملات وعمال النظافة و الحراسة في مؤسسات التعليم ،وأحد زملائه له مقاولة تقدم نفس الخدمات وتعصر العمال عصرا بأجور تكاد تكون هزيلة.
عقارب الساعة تقترب من تاريخ الإنتخابات ،وعقارب الإنس ستسري ليلا من أجل البحث عن الأصوات التي ستعيدها إلى هناك…

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d