كلمتان:دوار النكبة،العين الصامدة

** محمد مزيوقة..

دوار النكبة
هذه شهادة حقيقية ،وهذا النموذج قد يتكرر على آمتداد جغرافية الوطن ،لكنني سأنقل الوقائع كما رأيتها ولمن أوكل لهم أمر تدبير الشأن العام واسع النظر.
نعاج ضامرة هنا وهناك تغرس قواطعها في الأرض بحثا عن بقايا برسيم غطاه التراب ،وأشجار زيتون آنكمشت أوراقها بفعل أشعة الشمس الحارقة وآنعدام مياه السقي التي غارت من منابعها ،وآندثار تام لمناطق خضراء كانت تشكل مورد رزق إضافي بفعل ما تنتجه من خضر الموسم ،أما التين فلا أثر لبواكر الفاكهة على الأغصان التي تساقطت أوراقها قبل الأوان ،ولم يبق لنا سوى تين الأتراك لسد الخصاص.
لن أستطيع وصف البشر فذلك فوق طاقتي ،ولكنني أؤكد لكم بأن الوجوه كالحة بفعل الأزمة الخانقة التي أنتجت نكتا سوداء لدى هذا الدوار المبارك والمنكوب ،لا فلاحة ،لا ماء ،لا خضر وفواكه الصيف ،لا طريق ،لا صحة ،لا مدرسة ،لا نقل مدرسي لا زيتون …..تعددت اللاءات والأزمة واحدة في دوار العناصر التابع لجماعة بني آفتح بإقليم تازة .
فرغم أن إسم الدوار يوحي بكثرة منابع الماء فإن منبعا واحدا لا زال صامدا في وجه الجفاف وعليه يتناوب في السقي قاطنوا أكثر من 70 دارا بأسرها المتعددة .كانت هناك وعود بتوفير خزانات الماء لكن الوعود آندثرت كسابقانها.
لم يعد للإنسان حق في هذا الدوار وكفى من الضحك على الذقون.