آخر المستجدات

.. ويستمر مسلسل اقتحام السكنيات بمراكش

هل أصبحت السكنيات التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بمدينة مراكش مشاعا بدون حرمة، هل أصبحت هذه السكنيات مجالا خصبا للزبونية والمحسوبية؟ دون أن يكلف أي مسؤول نفسه مهمة الدفاع عن حرمة هذه المؤسسات.

لطالما نددت النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل بالفساد المستشري في تدبير ملف السكنيات بالمديرية الإقليمية بمراكش، ونبهت إلى خطورة الملف معتبرة أن الفوضى التي يدبر بها تصيب عموم الموظفين بالإحباط من غياب الشفافية وتكافؤ الفرص في تدبير هذا الملف.
هذا اليوم حدث ما نبهنا إلى حدوثه، موظف بمصلحة البنايات بالمديرية الإقليمية تلقى إشارة من جهة ما في المديرية، مستغلا أن الجميع في عطلة، حمل أقفاله واتجه نحو مدرسة المورد بمنطقة المحاميد بمراكش، قفز من سور المدرسة ليجد نفسه في المدرسة ويتجه نحو سكنى تابعة للمؤسسة، كسر الأقفال، وركب أقفالا أخرى حملها معه، وقام بتنظيف المسكن، في أفق إحضار ملابسه وحاجياته ليصبح ساكنا بمنطق الأمر الواقع، لكن صاحبنا لم يدر بخلده أن يجد أمامه شابا بمهمة مكلف بأمن المؤسسة تصدى لمحاولة احتلاله السكن، إلا أن صاحبنا عوض أن يخجل من نفسه ويعود أدراجه تمادى في غيه وهدد المكلف بالأمن بالويل والثبور وأنه سيعمل على طرده من عمله، وأن المدير الإقليمي بمراكش هو من أعطاه الإذن باقتحام هذا السكن، فما كان من المكلف بالأمن بعد التحاق رئيس جمعية الآباء بالمؤسسة إلا أن طلب الأمن.
حضرت دورية الشرطة إلى عين المكان وحملت الموظف المقتحم للسكن والمكلف بأمن المؤسسة إلى الدائرة 10 بالمحاميد قصد الاستماع إليهما، وإنجاز محضر.
والغريب في الأمر هو حضور موظفين تابعين للمديرية في سيارة تابعة للمديرية الإقليمية في مدة غير مرخص باستعمال سيارة الدولة فيها (التاسعة ليلا) وفي مهمة لا علاقة لها بالإدارة، ومن غرائب الصدف أن يكون أحد الموظفين الحاضرين لمؤازرة الموظف المقتحم هو نفسه اقتحم في نفس التوقيت من السنة الماضية سكنا تابعا للدولة بمدرسة المحمدية الجديدة بمراكش.
أطلق سراح الشاب المكلف بالأمن، وكذلك الموظف الذي ضبط في وضعية اقتحام لسكن في مدرسة المورد بعد تدخل المسؤولين بالمديرية الإقليمية، لكن تبقى مجموعة من الأسئلة الحارقة تؤرق كل من كان حاضرا الواقعة، كما تؤرق مجموعة كبيرة من نساء ورجال التعليم بالإقليم وكذا موظفات وموظفي المديرية بمراكش:

  • من منح الإذن لهذا الموظف باقتحام هذا المسكن؟
    إلى متى ستبقى مسألة اقتحام السكنيات حدثا عاديا دون أن تتخذ الإجراءات التأديبية في حق من يخرق القانون.
  • ماهي الإجراءات الإدارية التي اتخذت في حق كل الذين سبق لهم اقتحام سكنيات بالإقليم.
  • لماذا تنشط عملية اقتحام السكنيات دائما خلال الفترة الفاصلة بين ذهاب مدير إقليمي وتعيين مدير جديد.

إن الفوضى والمحسوبية والزبونية الذي يعيش على إيقاعها ملف تدبير السكنيات بالمديرية الإقليمية بمراكش يجعلنا نرفع الصوت بمطالبة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة بفتح تحقيق في التجاوزات التي يعرفها تدبير السكنيات بالإقليم من أجل فضح التواطؤات والضرب بيد من حديد على أيدي المتواطئين والمتلاعبين بمصالح نساء ورجال التعليم، وإخراج المذكرة المنظمة لتدبير السكنيات من أجل إنصاف من له الحق في السكن، وقطع الطريق على من تعودوا الاشتغال في الظلام.
دائرة الإعلام والتواصل الجهوية

أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d