إنهم يتسولون
** محمد مزيوقة..
قد نصادف في أحيائنا السكنية رجلا بين الكهولة والشيخوخة يسوق بهيمة ويطرق الأبواب طلبا للخبز اليابس من أجل مواشيه المرابطة على تخوم المدينة بعد أن رحلها الجفاف ،وهو يسعى إلى إنقاذها من خلال البحث عن غذاء بديل للبرسيم الذي آنقرض من الحقول اليابسة : وقد نلتقي فتاة ما بين سن الطفولة والرشد البيولوجي وهي تمتطي أتانها المحملة بأواني الماء الفارغة وهي تطلب الماء البارد للأسرة وماء الورد للبهائم المهجرة فسرا من مرابطها الطبيعية .
وأثناء جلوسك في المقهى أو تجوالك في الشارع قد يستوقفك شخص تظهر عليه آثار القوة والعنفوان ليخبرك بأنه عامل بناء من منطقة أخرى وأنه في غياب فرص شغل مضطر إلى التسول وأنه مستعد للعمل في أي مجال يتطلب قوة العضلات .كل ذلك بأسلوب تلمس فيه الصدق وعلامات الإنكسار .
أيتها الحكومة …يا من تدافعين بشراسة عن تدمير تقاعد المأجورين
…ويا من آتخذت من آستيراد الأزبال مجالا للمجادلة عوض الإعتراف بالخطأ ..أحبطك علما بأن دعمك غائب للفلاح في حضور قوي للجفاف وما يليه…فآحذري إهانة الكرام من أبناء الشعب النبيل ….وآعلمي بأن الأزمة خانقة والماء قد قلت العديد من منابعه في بوادينا ….وأنت لست أدري ماذا تفعلين ؟
أترك ردا أو تعليقا مساهمة منك في إثراء النقاش